أقدم إيراني على الانتحار ملقيا بنفسه في نهر الرون في مدينة ليون (جنوب شرق فرنسا)، بغية لفت الانتباه إلى الوضع في بلده الذي يشهد حركة احتجاجية واسعة، بحسبما قال في فيديو نشره قبيل وفاته.
وعثر على جثته في النهر بحسب ما كشفت الشرطة لوكالة «فرانس برس»، مؤكدة معلومات أوردتها صحيفة «لو بروغريه» المحلية.
وقد تعذر إنعاش الرجل البالغ 38 عاما، بالرغم من مساعي عناصر الإسعاف الذين نقلوه إلى الضفة، بحسب ما أفاد المصدر عينه.
وقال الرجل بصوت هادئ في مقطع فيديو نشره على مواقع عدة للتواصل الاجتماعي قبل الإقدام على فعلته «تهاجم الشرطة الناس وقد خسرنا الكثير من الفتيان والفتيات ولابد من فعل شيء».
وأردف «قررت الانتحار في نهر الرون، في تحد يظهر أننا نحن، الشعب الإيراني، تعبنا جدا من هذا الوضع».
وتابع «عندما ستشاهدون هذا الشريط، سأكون ميتا»، قبل أن يدعو إلى دعم الشعب الإيراني في نضاله ضد «شرطة وحكومة شديدتي العنف».
وأطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم تجمع في وسط مدينة ليون مساء امس إحياء لذكراه.
إلى ذلك، تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي امس أن بلاده لن ترحم «المعادين» لإيران التي تشهد منذ أشهر تحركات احتجاجية أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.
وقال رئيسي في خطاب متلفز امس إن «الأحداث الأخيرة كانت حرب الأحزاب، كل التيارات الاستكبارية أتت إلى الميدان بكل قوتها. المنافقون، المؤيدون للملكية، وكل التيارات المعادية للثورة، وكل الذين تضرروا من هذه الثورة، كانوا ضالعين» في الأحداث.
وأتت تصريحاته أمام جموع غفيرة وسط طهران خلال مراسم تشييع رفات مستعادة لـ 200 جندي قضوا خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية.
وشدد رئيسي على أن «حضن الأمة (الإيرانية) مفتوح لكل من تم التغرير بهم. الشباب هم شباب هذه البلاد»، مشددا على أن «حضن الأمة مفتوح للجميع، لكننا لن نرحم المعادين».