أتحدى أي إنسان أن يخرج من بيته ويصل إلى عمله في موعده المحدد أو إلى أي مكان يريده، فهذا الأمر أصبح من المستحيل، لأن الازدحام المروري في شوارعنا لم يترك شارعا ولا جادة ولا طريقا دائريا ولا غير دائري، وأصبحت شوارعنا مكانا خانقا، والمرور عملية مستعصية لا حل لها في نظر المسؤولين إلا بشبكة طرق عالمية ومترو الأنفاق، فلسنا أقل من الدول التي سارعت إلى حل مشكلة المرور على هذا النحو.
البنية التحتية في الكويت لم يلحقها أي تطوير، ولم ننشئ شوارع جديدة رغم الزيادة العددية في السكان من مواطنين ومقيمين، زحمة لا مثيل لها تسبب لك الغثيان وترفع ضغطك وتعطل مصالح الناس «زحمة في زحمة» هذا هو عنوان شوارعنا، زحمة صنعتها أيادينا ومن بنات أفكارنا، حجم السيارات وعددها تضاعف وأصبح الجميع يمتلكون سيارة أو أكثر، فضلا عن الكم الهائل من سيارات تاكسي الجوال وسيارات النقل العام التي لا يتناسب حجمها مع حجم ركابها ولا سعة شوارعنا، فباتت الشوارع غاصة بالمركبات، كما أننا لم نفكر بالتوسع في النقل الجماعي بصورة مميزة، ولم ننشئ مترو الأنفاق ولا بناء شبكة طرق علوية قد تخفف الازدحام المروري في شوارعنا.
ويعد الازدحام المروري في الكويت قراءة صادقة لغياب التخطيط العمراني والنظرة القاصية الآنية تلك النظرة التي لم تراع حجم سكان الكويت وحجم السيارات فيها والتوسع الأفقي والعمودي واتساع رقعة العمران في الكويت، فكان لابد أن تحدث المشكلة وتوابعها ومع تفاقم مشكلة الازدحام المروري يظهر لنا سؤال: ما هو الحل؟ الحل يكمن في التوسع في الصحراء وبناء مدن جديدة ونقل بعض المصالح الحكومية والسفارات من العاصمة إلى المناطق الجديدة، وإنشاء عاصمة جديدة للكويت على أحدث طراز تتمتع بشبكة أنفاق وطرق علوية مع إيقاف منح رخص القيادة للعمالة الهامشية التي ليس لها أي حق في امتلاك رخصة قيادة، وكذلك نقل معسكرات الجيش والحرس إلى الصحراء فالمنشآت العسكرية آن الأوان لنقلها بعيدا عن المدن، حيث مكانها الطبيعي، تعالوا نفرغ العاصمة مما يمكن أن ينقل منها ويعد سببا في الازدحام، لسنا أقل من الدول التي استشعرت المشكلة وبحثت واستخدمت المترو حلا لمشكلة الازدحام.
أسأل الله أن يعي المسؤولون هذه المشكلة ويقوموا بحلها في أقرب فرصة ممكنة لأننا تعبنا من كثرة الازدحام الذي يسبب لنا العصبية والتوتر.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]