أيها الوالدان: إن المخالفة الواضحة والشائعة في مجتمعنا استعمال الكذب في القول والفعل، وفي البيع والشراء، وفي العهود والمواعيد، وتساهل الناس بأمر الكذب حتى نشأ عليه الصغار، والكذب من المشكلات النفسية المنتشرة بين الأطفال والتي ترهق الآباء وتجعلهم دائمي الشكوى من كذب أبنائهم، وهم لا يعلمون أن الكذب في الطفولة المبكرة من الأمور العادية حتى يتصف الطفل في هذه المرحلة بخيال واسع يجعله يميل الى تخيل موضوعات ليس لها أساس من الصحة.
ومن أسباب كذب الصغار، شدة الآباء والمربين وقسوتهم، فإن الولد إذا خاف اضطر الى الكذب خشية العقوبة، كذلك اتصاف الأبوين بالكذب وكذبهما على الناس وعلى أولادهما ينشئ الأولاد كاذبين من الطراز الأول، مهما حاولا وعظهما للتمسك بالصدق، فإن هذه الصفة لا تكتسب إلا بالقدوة والتدريب شأن أكثر الصفات الأخلاقية، وكذلك إحساس الطفل بالحرمان والنقص يغطي شيئا من حرمانه بالأحاديث الكاذبة، وقد يكذب الطفل حبا بالمدح والشكر، وهناك كثير من الكذب يتعلمه الأولاد من الحكايات الكاذبة التي يقصها عليهم آباؤهم ومربوهم، وقد يكذب بعض الأطفال أحيانا ويذكرون أنهم شاهدوا حيوانات معينة او فعلوا أمورا لم يفعلوها وهذا ناشئ من شدة خيال الأطفال كأنهم يعيشون في حلم فهم لا يفرقون بين الواقع والخيال وهذا النوع من الأطفال ينبغي تدريبهم للتفريق بين الحقيقة والخيال بالنصح والتمرين.