في 50 يوماً يبدو أن الدولة تضع نفسها في مواجهة الأجيال القادمة دون استعداد، 50 يوماً كانت فيما مضى تسمى بـ «عطلة 15»، لأنها بكل بساطة خمسة عشر يوما فقط.
هناك سباق مع الزمن تخوضه وزارة التربية دون تفسير واضح، فالمرحلة الابتدائية التي دائما بحاجة إلى وقت أكبر ليتمكن الطاقم التعليمي من شرح المنهج لهذه العقول الطرية، نجدها تعطل الدراسة مبكرا، بينما يستمر المعلم في الدوام بعدهم، هناك فاقد تعليمي جراء «الجائحة» الماضية لم يتم تعويضه بعد، وهناك دروس يتم اختصارها بشكل مخل، وأخرى يتم إلغاؤها بسبب قصر المدة، فلماذا هي قصيرة؟ ما الذي ينتظر الطالب حتى ينهي العام الدراسي الآن؟
ليس فاقدا تعليميا فقط، إنما ينقص الطالب الكثير من المرح والمعرفة، بينما يملك الكثير والكثير من الوقت، وفي المقابل لا يعرف أولياء الأمور ما يفعلون بهم خلال هذه الفترة، حتى أننا نرى كثيرا من الموظفين يأخذون الأذونات أو إجازات طبية للجلوس مع أبنائهم أو الخروج معهم في النهار خلال هذه العطلة الطويلة، بينما يبقى المرفق التعليمي، متمثلا بالمدرسة، فارغا تماما كل هذه المدة!
يمكن الاستفادة من المعلم هنا في إعطاء دروس تقوية أو مناهج إضافية بطرق إبداعية للطلبة في المدارس بمقابل معقول، وتكون اختيارية لمن يرغب، يمكن أيضا منح المرافق الترفيهية مثل الملاعب الداخلية والساحات والملاعب الخارجية لأي مستثمر يستغلها في شغل وقت الطلبة أثناء عطلتهم بما هو ترفيهي ورياضي ومفيد.
هناك آلاف الأفكار الإيجابية يمكن تطبيقها في العطل الصيفية والربيعية مع النظر في مسألة هذه المدة الربيعية وتقليصها إلى 15 يوما كما كانت في السابق.
عدة الوطن في المستقبل هي جموع الطلاب والطالبات في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وعقولهم وشخصياتهم مثل الإسفنجة التي تقبل وتمتص كل ما يمكن إعطاؤها إياه، لذلك على الوزارات المعنية الالتفات إلى هذه النقاط وغيرها حتى نجني جيلا متمكنا في المستقبل يمكن الاعتماد عليه في إدارة البلد.