بدأت الأقلية الصربية في كوسوفو التي تغلق الطرق منذ حوالى ثلاثة أسابيع، برفع الحواجز قرب الحدود مع صربيا امس، مما يمهد لتخفيف واحدة من أسوأ الأزمات في المنطقة في السنوات الأخيرة.
وأكدت شرطة كوسوفو إعادة فتح المعبر الحدودي الرئيسي مع صربيا رسميا، والذي كان مغلقا في اليوم السابق. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي الصربي «ار تي اس» تشكل طوابير من السيارات والشاحنات على الجانب الصربي من المعبر الحدودي الرئيسي حيث أقيمت الحواجز على الطرق.
وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أعلن إزالة الحواجز مساء امس الاول، بعد دعوة لوقف التصعيد وجهتها واشنطن والاتحاد الأوروبي.
وقال فوتشيتش خلال لقاء مع ممثلي صرب كوسوفو قرب الحدود «سيجري تفكيك الحواجز ولكن (جو) عدم الثقة مازال قائما».
وفي خطوة من الواضح أنها تهدف إلى تخفيف التوترات، أمرت محكمة في بريشتينا في وقت سابق بالإفراج عن الشرطي الصربي السابق ديان بانتيتش، ووضعه رهن الإقامة الجبرية، بعدما أثار اعتقاله غضب الأقلية الصربية.
وساد الهدوء صباح امس شمال كوسوفو، مع تسيير دوريات لقوات حفظ السلام الدولية، وفقا لوكالة فرانس برس. وفي ميتروفيتسا، احترقت شاحنتان استخدمتا لإغلاق جسر أثناء الليل.
في روداري قرب ميتروفيتسا، كان حوالى عشرة متظاهرين لايزالون واقفين عند حاجز على الطريق، معربين عن استيائهم من فكرة إزالته. وقال شاب يبلغ 25 عاما لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته «لا معنى لذلك، لقد ناضلنا من أجل حقوق لم نحصل عليها، نشعر بالخيانة».
وتساءل متظاهر آخر في الثامنة والثلاثين رافضا الكشف عن هويته أيضا «لماذا أقمنا الحواجز ما دام كل شيء سينتهي على هذا النحو؟».
وفي السياق ذاته، صرح برلماني ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديموقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم بألمانيا بأنه يرى أن زالة صربيا للحواجز في شمال كوسوفو لن ينهي النزاع بين البلدين، وأشار في الوقت ذاته إلى استغلال روسيا لهذا النزاع ضد الاتحاد الأوروبي.
وقال أديس أحمدوفيتش امس لإذاعة (أر بي بي 24): «طالما أن الحكومة الصربية لا تعترف باستقلال كوسوفو، سيكون هذا النزاع بين كلا البلدين قائما».
وأعرب السياسي الألماني المنحدر من البوسنة والهرسك عن تخوفه من احتمالية استمرار تصاعد النزاع، وقال: «عندما نحاول نحن (بصفتنا الاتحاد الأوروبي) إضفاء المزيد من الطابع الديموقراطي على كوسوفو وتعزيز وحدة أراضيها وسيادتها، ستحاول الحكومة الصربية على الجانب الآخر القيام بتصعيد».
وأشار إلى دور روسيا في هذا السياق، وقال: «هناك ذراع ممتدة لروسيا في غرب البلقان من خلال الحكومة الصربية. كيف يتم زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي؟ من خلال زيادة تأجيج المشكلات في كوسوفو».