خمسون يوما إجازة عطلة الربيع لهذا العام، هذا القرار، أفرح الطلاب الذين لا يحبون الدراسة وما أكثرهم، وأسعد أمهاتهم اللاتي كن يعانين الأمرين خلال فترة الدراسة، لذا فالفرحة الكبرى لهن دون شك، ودعوات بطول عمر المسؤولين الذين أصدروا هذا القرار، (بس لا يكون قدموا استقالاتهم) حتى يكرروا لنا هذا الإبداع! إجازة الخمسين يوما فترة غير مسبوقة ولم تمر علينا من قبل لعل ذلك من الإنجازات الفريدة التي حظي بها الجسم التربوي في الكويت، لتسجل لهم سابقة تربوية لا مثيل لها! باعتقادي المتواضع أن مثل هذه الإجازة الطويلة قد تحمل في طياتها آثارا سلبية على الطلبة وأسرهم، خاصة عندنا في الكويت لعدم وجود أماكن للترفيه سوى السفر - للأسر المقتدرة - وطلعات البر التي تحولت عند بعض الأسر من نعمة الى نقمة بسبب حوادث (البقيات) وحوادث الطرقات وغيرها، أما الأسر التي لا تتمكن من التمتع بمثل هذه الملهيات، فينبغي عليها إيجاد الحلول اللازمة لتنظيم أوقات هذه الإجازة الطويلة التي من إيجابياتها:
٭ استثمار طول فترة هذه الإجازة بإلحاق الطلبة بالمراكز والأندية والبرامج المفيدة، من خلال زرع الثقة والمسؤولية لدى الطلبة، وتدريبهم على مهارات الحياة ليصبحوا شخصيات مستقلة يخططون لما سيصبحون عليه في المستقبل.
٭ استغلال الوقت في العمل على تثبيت المعلومات لدى الطلبة، والتركيز على مراجعة مواد حياتية مثل القرآن، قراءة وتجويدا وإكسابهم مهارات القراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
٭ إعادة نشاط العقل بالتركيز والاستيعاب، وإمداد الجسم بالراحة، وأخذ القسط الكافي من النوم بعد المعاناة والشكوى بعدم الاكتفاء من النوم.
٭ قد تكون الإجازة مفيدة لأولياء الأمور خاصة الأم المسكينة التي تتحمل عناء إيقاظ الأبناء من النوم وتدريسهم وتلبية جميع احتياجات الست الأبلة أو الأستاذ بتوفير الاحتياجات الخاصة بالواجبات!
٭ تدريبهم على الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال الابتكار والذكاء الصناعي.
أما الآثار السلبية فمنها:
٭ الخوف من نسيان بعض الأساسيات الدراسية كالقدرة على القراءة، والحساب.
٭ قد يتعود الطفل على الفوضى، واللامسؤولية، وإدمان الألعاب الإلكترونية، ومتابعة حسابات مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.
٭ قد تتسبب العطلة الطويلة في تراجع مستوى التحصيل الدراسي وهدم ما بنته المدرسة.
٭ أما الضرر على طلبة المرحلة الاعلى دراسيا بشكل عام:
٭ التخوف من تدني الإدارة والتحصيل الدراسي وتراجع الاهتمام والمتابعة للمواضيع المهمة.
٭ هناك تخوف من انخفاض مستوى اللياقة البدنية لدى الطلبة خاصة الذين انخرطوا في برامج رياضية تأهيلية منذ بداية العام الدراسي، وهناك منهم من يعاني من الوزن الزائد وتم تخصيص برامج لهم وبلغوا مستويات مرضية في اللياقة البدنية.
٭ من المعتاد ان (عيالنا) يتعودون في فترة إجازة الصيف الطويلة على التراخي والكسل فيجد الأهل حينها صعوبة بالغة في إعادة النظام للبيت وقد يتكرر ذلك في هذه الإجازة الطويلة الاستثنائية غير المسبوقة.
٭ بالنسبة للطلبة الذين يمرون بمرحلة (العاصفة) وهي مرحلة المراهقة، سيجدون في هذه الفرصة الذهبية وقتا طالما حلموا به ليحققوا أحلامهم في البحث عن المغامرات واللهو والانخراط مع الصحبة بكل تصنيفاتها الصالحة منها والطالحة، خاصة مع ضعف الرقابة الاسرية وانخفاض عام في مراقبة السلطة الضابطة التي غلب على كثير من الأسر في مجتمعات سريعة التغير كالمجتمع الكويتي.
٭ أرجو تقييم فترة هذه العطلة (خمسين يوما) وتزويدنا بالنتائج لعلنا نكون مخطئين.