[email protected]
الحرمان أكبر غُصة.. والكرم يداوي أي جائع!
ونحن نعيش في كنف الرخاء والرفاهية أدعوكم لتذكّر ملايين اللاجئين العرب وغيرهم كثير وهم يعانون من شدة البرد وسطوة الثلوج مع ريح الشمال التي تجعل كل شيء حي (نبات - حيوان - إنسان) يتجمد!
يا الله.. صور اللاجئين تنمّ عن قسوة الشتاء هنا وهناك مرعبة مؤلمة خاصة إخواننا في فلسطين والأردن وسورية ولبنان واليمن والروهينغيا وكل اللاجئين الذين تربطنا بهم (الإنسانية) ونتمنى لهم الدفء والكساء والعلاج!
عزيزي القارئ هنا وهناك في داخل الكويت أو خارجها تذكّر اللاجئ.
سؤال: أتعرف من هو اللاجئ؟ من هو النازح؟ ما الفرق بينهما؟
اللاجئ هو بشكل عام شخص نازح أُجبر على عبور الحدود في بلده وصار خارج حدودها وأصبح غير قادر على العودة إلى دياره وبلده وبلا مستقبل!
أما النازح فهو لاجئ في حدود وطنه!
والله العظيم.. إنني أتذكر طيلة 7 شهور سوداء هذه اللحظات.. لحظات الاحتلال العراقي الصدامي وأنا أشاهد بني شعبي في طوابير في الدول ينتظرون المساعدة.
نعم.. لقد أكرمنا الله بإخواننا دول مجلس التعاون الخليجي العربية وبعض البلدان العربية الذين أكرموا وفادتنا إبان الاحتلال العراقي الغاشم وكان الله عز وجل معنا حيث عجّل تحريرنا عبر جيوش أحرار العالم.
قال تعالى: (..وما تُنفقوا من خير فإن الله به عليم). سورة البقرة (273).
٭ ومضة:
قارئي الكريم وأنت في الشتاء تذكّر طوابير هذه الجموع من اللاجئين الذين حاصرهم البرد وهم بأشد الحاجة إلى المساعدة العينية والمادية والدوائية والغذائية والخيام والفرش وكل ما يخص احتياجات هذا اللاجئ والنازح المنكوب غير القادر على العودة الى وطنه.
أنا أشيد بدور المفوضية الخاصة باللاجئين: VNHCP التي تساعد هؤلاء المنكوبين من الصراعات أو الاضطهاد، ما جعل الأمم المتحدة تتحرك لتحميهم وتقدم لهم العون العاجل وفقا لاتفاقية اللاجئين 1951.
نتذكر ونذكر بعضنا بالقول: ما ضرب الله العباد بسوط أوجع من الفقر، إنه الموت الأكبر!
٭ آخر الكلام:
- شكرا من القلب لكل الجمعيات الخيرية الكويتية ولجانها المتخصصة التي قدمت العون لهؤلاء اللاجئين في كل مواقع الشتات والهجرة والنزوح.
- شكرا للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي دعم مفوضية اللاجئين التي فتحت لها مكتبا في الكويت عام 1991 وتجاوزت مساهماتها في دعم هؤلاء اللاجئين 435 مليون دولار و«الأنباء» دعمت مسيرة هذه المفوضية إعلاميا.
- أتذكر أن المفوضية وقّعت مع جمعية عبدالله النوري اتفاقية بقيمة 400 ألف دولار لدعم اللاجئين السوريين في الأردن في السنوات الماضية.
- وأشيد بدور منظمة شؤون اللاجئين وبالشراكة مع الجمعيات الخيرية الكويتية لدعم اللاجئين من شعب الروهينغيا وبالقرن الأفريقي.
- لا ننسى بالشكر جمعية السلام للأعمال الإنسانية وحملتها الخيرية التي انطلقت لإغاثة (لاجئي ونازحي) سورية واليمن وفرصة أشكر أخي د.نبيل العون على هذه الجهود الجبارة للتخفيف من معاناة اللاجئين في مشارق الأرض ومغاربها.
والشكر هنا موصول لكل الجهود الخيرية في جمعية الإصلاح وجمعية إحياء التراث الإسلامية وجمعية العون المباشر وجمعية إنسان الخيرية وجمعية صفا الخيرية الإنسانية وجمعية غيث الإنسانية والجمعية الكويتية للعمل الإنساني وجمعية الرعاية الإسلامية والجمعية الكويتية المشتركة للإغاثة وجمعية الهداية والمبرات واللجان الزكوية وكل الجمعيات الخاصة بالمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة على كل هذه المساهمات والمبادرات الخيرية التي تصب لصالح اللاجئين والنازحين والمنكوبين والمعوزين في هذا العالم المليء اليوم باللاجئين نتيجة الحروب والكوارث الإنسانية، معلنة بكل فخر هذه هي اسهامات الشعب الكويتي الكريم بكل اسهاماته الخيرية.
٭ زبدة الحچي:
يقولون أفضل الجود ما كان عن عسرة، خاصة التبرع لمن يعانون «الزمهرير» وهو البرد الشديد والجو الآن في كل العالم (برّد) وعليه نذكر بأهمية (التبرع والتصدق) لكل هؤلاء اللاجئين والذين وصل عددهم حسب إحصاء 2021 لأكثر من 27.1 مليون شخص في حين وصل عددهم في 2022 إلى حوالي 53.2 مليون شخص على مستوى العالم والرقم في تزايد وليس في نقصان للأسف، مما يتطلب الفزعة لإنقاذ هؤلاء اللاجئين والنازحين.
عزيزي القارئ الكريم لا تنس أن هناك (لاجئا) يعاني الاضطهاد والصراع والعنف وانتهاك حقوق الإنسان ويحتاج منا إلى وقفة تضامن ومد يد العون من أجل إنقاذه من عوامل الطقس المتقلبة ومنحه الغذاء والدواء والتعليم والرعاية الصحية والسكن وأمور كثيرة أخرى.
يقول جعفر بن أبي طالب:
ما كلَّف الله نفسا فوق طاقتها
ولا تجود يد إلا بما تجدقارئ «الأنباء» العزيز وأنت في بيتك وكل أمورك تمام أرجوك أن تعيد النظر في (الصدقة) أعرف أنك تبذل وتدفع، لكن (الصدقة) تدفع عنك البلاء وعن أهل بيتك وتمنع ميتة السوء وتطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوء وثمراتها في الدنيا والآخرة وفضائلها لا تعد ولا تحصى!
النصيحة: العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى!
الجمعيات الخيرية الكويتية المباركة في منطقتك ادعمها بصدقاتك وزكواتك ونذورك، فهذا المال المبارك الحلال يقربك الى علّام الغيوب سبحانه وتعالى وتكون الصدقة ظلا لصاحبها يوم القيامة.
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «زينة الفقر الصبر وزينة الغنى الشكر»!
القراء الكرام: الصدقة هي أول الدروس التي يتلقاها المسلم في مدرسة الخير فهي الأصل والبداية فما بالك إن جعلتها لهذا اللاجئ البردان الذي تعصف به الرياح الباردة وتدفئه صدقتك، وتذكر أن كل الأعمال الجليلة تبدأ بالصدقة فمن أجادها هانت عليه سائر أبواب الخير.. يا باغي الخير أقبل.. إن إخوانك في الجمعيات الخيرية في انتظارك، فقدم دينارك لتحصد آخرتك رضا ومغفرة وحسن خاتمة!
تذكروا: إنما تطلب الدنيا لتُملك، فإذا ملكت فلتوهب وتتصدق وتعطِ!
في أمان الله.