يقصد بالإعاقة أنها الإصابة بقصور كلي أو جزئي بشكل دائم أو لفترة طويلة من العمر في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، وهذه الإعاقة تتسبب في عدم إمكانية تلبية متطلبات الحياة العادية أو الاعتماد على الغير في تلبيتها أو الاحتياج لأداة خاصة تتطلب تدريبا أو تأهيلا خاصا لحسن استخدامها. وقد تكون الإعاقة بصرية أو سمعية أو عقلية أو جسمية أو حركية أو صعوبات في التعلم أو اضطرابات في النطق أو الكلام أو الاضطرابات السلوكية والانفعالية أو التوحد. ويوجد نحو مليار شخص من ذوي الإعاقة ويشكلون 15% من سكان العالم تقريبا أي ان هناك شخصا معاقا من كل 7 أشخاص، وعلى الأرجح يتوقع أن يزداد عدد المصابين بالعجز بسبب شيخوخة السكان أو الإصابة بالأمراض المزمنة ومضاعفاتها.
وتتأثر أنماط العجز بالحالة الصحية والعوامل البيئية وغيرها من العوامل، مثل حوادث المرور والسقوط والعنف والطوارئ الإنسانية كالكوارث الطبيعية والنزاعات والنظام الغذائي وتعاطي المخدرات. وقد لوحظ أن نصف الأشخاص المصابين بالعجز أو الإعاقة لا يحصلون على رعاية طبية جيدة، وكذلك بالنسبة للأطفال المعاقين هم أقل حظا في الالتحاق بمقاعد الدراسة مقارنة بالأطفال الأصحاء، وبالتالي أقل فرصة في الحصول على وظيفة. وعلى الرغم من ضخامة هذه المشكلة فهناك نقص في الوعي والمعلومات العلمية المتعلقة بمشاكل العجز ولا توجد سوى القليل من الوثائق التي تعرض تحليلات للطرق التي وضعت بها البلدان سياسات واستجابات لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة. وهناك بعض الدول التي تعتقد أن المعاق لا يحتاج غير موقف قريب للسيارة أو بدل مادي ولكن احتياجات ذوي الإعاقة أكبر بكثير من ذلك، ولا بد من العمل الدؤوب لدمجهم مع أقرانهم ممن ليس لديهم إعاقة وتسهيل أمور حياتهم في جميع المجالات. ويجب الاهتمام بالجانب الاجتماعي والنفسي لذوي الإعاقة وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الخارجية وتنمية مهاراتهم وهواياتهم والحرص على مشاركتهم في الأعمال اليومية والأنشطة الأسرية لتقوية جانب الثقة بالنفس وزيادة المهارات لديهم، وكذلك فإن الجانب التعليمي له أهميته لتطوير مهاراتهم الذهنية وتوفير وسائل تعليمية حديثة تسهل عليهم تلقي المعلومات والاهتمام بالتغذية المتوازنة لمنع تعرضهم لمشكلات سوء التغذية كفقر الدم أو النحافة أو زيادة الوزن والسمنة أو الإصابة بالأمراض نتيجة نقص المناعة. إن مشاركة المعاقين في المجتمع له أكبر الأثر على صحتهم الجسدية والنفسية، وخاصة لجعلهم فاعلين في المجتمع وأكثر استقلالية ويجب تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم. وإن اتفاقية حقوق المعاقين من الاتفاقيات المهمة حيث يحصل المعاق على حقوقه كاملة، بالإضافة إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى المعاقين وطريقة معاملتهم، فالمعاق هو إنسان لا يختلف عن أقرانه ولكن شاءت الأقدار أن يصاب بالإعاقة التي يجب على الجميع اعتبارها قضية إنسانية، وحقه مضمون بموجب قضايا حقوق الإنسان.