هادي العنزي
يستهل منتخبنا الوطني لكرة القدم مشواره في بطولة كأس الخليج العربي الـ 25 مساء غد أمام نظيره القطري، مهمة شاقة في الانتظار، نعرف موعد بدايتها مساء في البصرة، ولا تمكننا المعلومات المتوافرة من توقع نهاياتها. «العنابي» حضر بمنتخب آخر غير الذي شارك في المونديال مؤخرا، لكنه يبقى متحفزا، طامعا، عازما على تحقيق أفضل النتائج، خاصة أن لاعبيه الشباب يريدون أن يكون «خليجي 25» محطة للانضمام إلى المنتخب الأول.
ليس من المقبول منطقا، وعلم النفس الرياضي يحذر من إثارة الجدل، أو «التشكيك» بقدرات فريق قبل خوضه مباشرة لبطولة تنافسية، لكن الطرح المبني على «حقائق رقمية» مجردة، من شأنه أن يخفف من «ارتفاع الآمال»، ويضع «مشاعر عشاق الكرة» في إطار مقبول خشية الإحباط المفاجئ وغير المتوقع، إن كانوا يظنون أمرا كبيرا لا تدعمه الأرقام بأسانيدها.
الأزرق.. ليس ذلك الفريق الذي ارتقى عاليا في القارة الآسيوية، حتى أضحى «منارة» لكل من يبتغي سبيلا نحو التطور في 1982 (كأس العالم وأولمبياد موسكو)، كما أنه ليس أيضا ذاك الذي تأهل إلى أولمبياد برشلونة 1992، الواقع مختلف تماما، الدوري المحلي فقير فنيا، وضعيف بدنيا، وعليه فإنه حتما سيخرج لاعبين ليسوا على قدر عال من التنافسية الميدانية في البطولات المجمعة المشحونة.
في التصنيف العالمي بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم يتموضع «الأزرق» في مكان يوصف بأنه الأقرب إلى القاع (148)، والمدير الفني المدرب البرتغالي روي بينتو ليس لديه خبرات سابقة في مواجهة المنتخبات الخليجية، ولا يعرف كيف تدار الأمور في «الشأن الكروي الخليجي»، والقائد بدر المطوع، صانع الحلول السريعة، لم يتم استدعاؤه تكريما لمسيرة فردية عطرة، فترك الأمر في قلب محبيه غصة عاطفية، وثغرة تكتيكية، يتوقع أن تكشف عن وجهها أمام قطر، أو الإمارات، أو البحرين تواليا، ونأمل ألا تكشف أو تستغل.
أن تكون كبير بطولات كأس الخليج بـ 10 ألقاب رائعة، لا يمنحك أسبقية في التأهل إلى الدور الثاني، ولا يعطيك أفضلية بالظفر بالكأس للمرة الـ 11، الزمن تغير، والأحوال تبدلت، لم تعد الكأس الخليجية أولوية لمنتخبات عانقت المجد الكروي في الألفية الثالثة، وهنا الإشارة واضحة لمنتخبي السعودية وقطر، فشاركا بعناصر شابة، لشد عودهم، فيما يبدو أن منتخبي البحرين والإمارات (مجموعة الكويت)، لم «يشبعا» من الفوز بالكأس، فشاركا بأفضل فريق متاح.
دعم الأزرق ومساندته، ليس محل طلب أو رجاء لجماهيره فهي «تتنفس هواه»، وبادرت بالذهاب مجموعات وأفرادا إلى البصرة، وهي تتوشح بالقميص الأجمل، الذي طرزه كبار القارة انتصارات وألقابا كبيرة، وتردد بشجن تغالبه العبرة، رائعة فتحية عجلان، وعبدالله الرويشد، وخالد الشيخ «تصور لو خلت ها الديرة من عينك ولا تعود.. ينبت عليها الحزن وأصير أنا كالعود»، منتخب الكويت لكرة القدم أكبر من مجرد فريق في عيون عشاقه، فهو حديث الصبا، والشباب، والكهولة، والذكريات المرصعة بالإنجازات، والإرث الجميل، والتاريخ الذي لن يغيب. إن لم يحقق شباب الكويت الآمال المرجوة في «خليج 25»، فلا تقسوا عليهم.. اندبوا الحظ التعيس، وتبدل الأيام، وعودوا سريعا للسؤال عليه، بلهفة المحب الواله، والأخ المساند، وفرحة غائبة يرتجى لها أن ترتسم على الشفاه قريبا.