إن للصحافة والإعلام دورا محوريا في صناعة الرأي وتوجيه الجماهير وأيضا العمل كـ «وسيط» بين الجهات الرسمية والمجتمع بمختلف مكوناته لما فيه منفعة الوطن والمواطن ضمن أهداف ساعية لصناعة التنمية وتحقيق النهضة الحضارية والتطوير، حيث تلتزم الصحافة بما فيه تحقيق الصالح العام وحفظ النظام والبعد عن البلبلة والإثارات غير الموضوعية، وهذا هو ديدن وخط سير الصحافة الملتزمة مهنيا، صاحبة المصداقية في الطرح والمحتفظة بالرزانة ضمن أجندة عمل تضع «مصلحة الكويت العليا» بالتوافق مع المصالح الشعبية في خط سير واحد يريد صناعة مستقبل مشرق.
وكذلك للصحافة دور في تثقيف المجتمع ومناقشة قضاياه من خلال تقديم المعلومة وصناعة الرأي الذي يصف ويكشف الخلل ويضع خطوط العمل وطريق الإصلاح ليكون جزءا من صناعة القرار.
هذه المحاور جسدها مؤسس جريدة «الأنباء» المرحوم العم خالد يوسف المرزوق ضمن مدرسة للصحافة حملت اسم جريدة «الأنباء» التي تم تأسيسها في العام 1976، وها هي تعيش اليوم الذكرى السابعة والأربعين على انطلاقها، ولا تزال ملتزمة بهذا الخط الوطني، وذلك الطريق السليم الذي معه تخرجت أجيال من الصحافيين الكويتيين، وأيضا احتضنت جيلا آخر من الصحافيين العرب الذين وجدوا في «مدرسة» جريدة «الأنباء» الحاضن المهني لهم، والمنطلق لنشر إبداعاتهم الكتابية والمهنية وأيضا القيام بواجبهم الوظيفي في نقل المعلومة وتقديمها ليس فقط للقارئ الكويتي بل كذلك للقراء والمتابعين العرب، ولعل ذلك ما جعل مجلة فوربس الأميركية تضعها من ضمن أهم الصحف العربية، وأيضا تبوأت موقع الصدارة في الانتشار المحلي من حيث التوزيع الورقي وكذلك الانتشار الإلكتروني المرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي.
إن الاستمرارية والانتشار هما دليل ثقة الناس بهذه المدرسة الصحافية التي أطلقها المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى خالد يوسف المرزوق، حيث نالت «الأنباء» لقب الصحيفة الأولى على مستوى الكويت حسب بحوث ودراسات أجرتها الشركات والمؤسسات المتخصصة في البحوث والاستطلاعات.
نبارك للجميع ذكرى تأسيس هذه المدرسة الإعلامية الكويتية كـ «ذكرى» متجددة لمسيرة مستمرة.