[email protected]
آمنت وأيقنت أن الكلمة سر الحياة، والموت الحقيقة الأزلية!
برز الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم رهبان بالليل فرسان بالنهار لا يعرف الخوف طريقه إلى أنفسهم!
الخوف.. كلمة مكونة من 5 حروف، وتعني المخافة أو الخشية، وهو شعور ناجم عن خطر أو تهديد ووعيد ويؤدي أحيانا إلى التسبب في الهروب والاختباء، وقد يحدث الخوف من البشر أو الحيوان المفترس في البر والبحر والجو كما هو الخوف من الطائرات ويرتبط الخوف بالتوتر والقلق وما يميز الإنسان انه في حالة خوفه تبرز غريزة البقاء على قيد الحياة، وهي كيفية سلوكه لمواجهة الخوف.
تبقى الحقيقة الأزلية: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..) آل عمران 145.
ما أحدثكم عنه اليوم هو الخوف من الله تبارك وتعالى.. وهذا أعظم خوف.
الخوف دائما مرتبط بتغيرات فسيولوجية تفرز مع خوف الإنسان، وهي استجابة فطرية لمواجهة الخطر، فإنه يتجه إلى الله عز وجل قائلا: (يا الله أنقذني، اغفر لي، ارحمني، ارزقني..).
أسباب الخوف في حياتنا كثيرة جدا ولا تحصى، غير ان «الخوف من الله» هذا هو ما سنناقشه في هذه المساحة رغم معرفتي ان الإنسان يخاف من الشياطين والأشباح والحيوانات المفترسة والحشرات الضارة؛ لأنه يخاف الموت، وبعض الناس يموت من الخوف كما رأيناهم في الحياة، من الخوف يطب ساكت!
في شبابنا، بالطبع كانت عندنا الجرأة والشجاعة والحافز لممارسة الإقدام، ومع تقدم العمر يصبح الإنسان (خائفا) جدا من الموت خاصة ان كان يذكر الآخرة والعقاب في الدار الآخرة فإما جنة أو نارا والعياذ بالله!
قال تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم..) الجمعة 8.
٭ ومضة:
لست هنا أتكلم عن الخوف من المجهول غير المبرر وما ينتج عن التوتر من قلق وخوف خاصة من الآخرة!
الخوف موجود معنا خاصة «الخوف من الموت»!
يبقى عزيزي القارئ ان نعلم ان الدين وقوانينه الشرعية تخفف من وطأة العاطفة الإنسانية خاصة المسلمين، حيث تحكمهم الشريعة الشمولية المتجذرة المرتبطة بشرائعهم ودينهم، فلا مجال هنا للتلاعب، فكل الأمور مرتبطة بالشريعة الإسلامية إن كان حلالا أو حراما!
قال تعالى: (..فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) النحل 61.
٭ آخر الكلام:
قال ذا النون: «الناس على الطريق ما يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق».
قال الشاعر:
وقد فارق الناس الأحبّة قبلناوأعيا دواء الموت كل طبيب
٭ زبدة الحچي:
قال الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز: «من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء».
عزيزي القارئ، قلها كل صباح ولا تخف أبدا: «يا مُقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك»!
النصيحة: من خاف سلم، والخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله، وأكبر خوف هو من الله تعالى.
الخوف نعمة، والأمن هلاك، وتبقى حياتك على قدر خوفك من الله عز وجل!
..في أمان الله.