بيروت - بولين فاضل
في يوم الوداع الأخير لوديع جورج وسوف، في الأحد الثقيل بالحزن من الأشرفية في قلب بيروت بلبنان، حيث كان مأتمه وصولا إلى مسقط رأسه في سورية في بلدة كفرون بمحافظة حمص، حيث ووري الثرى في مدافن العائلة.
ووسط الزغاريد وعلى وقع أغنيات «سلطان الطرب»، تم استقبال الجثمان في باحة كنيسة مار نيقولاوس بالأشرفية قبل أن تبدأ الصلاة في حضور الوسوف محاطا بنجليه حاتم وجورج والأهل والأصدقاء، وفي ختام الجنازة كانت كلمة باسم العائلة ألقاها جورج جونيور قال فيها إنه سيصبح أبا لطفلة بعد شهر، لكن لن يتسنى لها التعرف الى عمها وديع، وأضاف: «وودي يا وودي يا خيي يا حبيبي، فليت بكير يا خيي، كسرتنا وكسرت قلب بيك وقلوبنا كلنا، بيك كان أغلى شي عندك بالدني، كان همك بس يضل مرتاح وعشت كل حياتك كرماله لتشوفو مبسوط ومرتاح.. كل يللي بيعرفوا وديع بيعرفوا قدي قلبو طيب، قدي خدوم وبحب الناس، بفكر بغيرو ومش بحالو».
وشهدت مراسم الجنازة انهيار أفراد أسرة الراحل بالبكاء والصريخ، وظهرت زوجته وشقيقته في حالة حزن شديد، وسرعان ما بدأوا في التصفيق على أغنيات والده في الجنازة لتوديع وديع جورج وسوف وكأنه عرسه.
وتوافد المعزون لتقديم واجب العزاء وشارك أهل الفن والإعلام والسياسة من وزراء ونواب وشخصيات أمنية، وكانت أكثر عبارة ترددت على لسان جورج وسوف وهو يتقبل التعازي بنجله وديع هي «ليه ما أخدتني معك؟»، ولعلها تختصر فاجعة أب على ابنه الذي خطفه الموت بين ليلة وضحاها وهو في عز شبابه (39 عاما).
أبو وديع وهو وسط المعزين الكثر بدا في ضيق من الكاميرات المتسللة لاصطياد صور الحزن، وقد سمع يقول بانفعال: «مين عم يصور؟» خصوصا أن بعض المنصات والوسائل الإعلامية أخذت تنقل مجريات التعازي لحظة بلحظة، وهو أمر يتكرر دوما وسبق أن حصل قبل مدة لدى رحيل الفنان جورج الراسي ولاقى سخطا من بعض الذين طالبوا بخصوصية تلك اللحظات، وأثناء اندفاع الصحافيين لأخذ تصريح من الفنانة هيفاء وهبي وهي تترجل من سيارتها وتدخل لتقديم واجب العزاء بنجل الوسوف، انتفضت هيفاء في وجههم وقالت: «Interview بعزاء، معقول»؟
وكان وديع وسوف خضع لعملية تصغير للمعدة قبل عشرة أيام تكللت بالنجاح قبل أن تحصل مضاعفات خطيرة في مقدمها نزيف في المعدة أدخلته في حالة غيبوبة وصولا إلى مفارقة الحياة. أما المفارقة، فهي أن جورجينا رزق زوجة النجم وليد توفيق المقربة وزوجها من عائلة جورج وسوف، قالت لوديع لدى علمها بقرار إجرائه الجراحة: «ما تعمل العملية، شو بدك فيها، اعمول دايت وبالإرادة بتنحف»، لكنه لم يأخذ بنصيحتها وكان ما كان.