تصاب الأجسام بالأمراض التي تعطل الحواس أو بعضا منها، كما تصاب المجتمعات بالأمراض التي تعطل مسيرتها التنموية على جميع الأصعدة.
ولا ريب أن القلق الذي يعيشه أي مجتمع مرض يعطل مسيرة العطاء، وسببه هو الانغلاق الفكري واللاتوازن الأخلاقي اللذان هما عنوان لكثير من الأفعال التي نشهدها يوميا في كل المجالات، وبعض وسائل الاعلام تبرزها بأسلوب يؤدي الى إفساد ذوق المجتمع وإصابة قيمه الأصيلة في مقتل.
ينبغي على الانسان الكويتي ان يتخلص من الانجراف وراء الغثاء الاعلامي والاجتماعي، بل لابد أن يبادر فعليا نحو التخطيط وصناعة المستقبل دون ان يغرق نفسه في بحر السلبية والملهيات والاشكاليات والجدليات.
لقد أصبح التضامن الوطني أول ضحايانا وانقطع جسر المحبة الاجتماعي، وباتت الاتهامات المتبادلة حينما يقوم كل واحد بخلط الأوراق والاستهانة بالظلم الذي يقع على شريكه في الوطن ببرود مشاعر وعدم إحساس ونفاق سياسي مما جعل المشهد الاجتماعي مشهدا مقززا ومزعجا.
وأنا ممن يؤمنون بضرورة الأخذ بزمام المبادرة والحركة الايجابية نحو ترسيخ بناء اجتماعي وسياسي يليق بتاريخ الكويت الديموقراطي وينير عقول الاجيال الصاعدة ويشحذ هممهم بصدق ووعي.
حينما نتفق على قبح الكراهية لابد أن نعمل صادقين على إزالة مظاهرها وأسبابها من المجتمع بعيدا عن الاضواء والأهواء، وحينما يسألني أحدهم متى يصبح خطابنا خطاب محبة؟ أجيبه بأنه يصبح كذلك عندما نؤمن بعدم التمييز بأي شكل من الأشكال، وباحترام حقوق الآخرين وعدم محاولة الانتقاص منها البتة، عندئذ سنشهد التضامن الاجتماعي والوحدة الوطنية بحقائق الاشياء، وعلى أرض الواقع التحدي الحقيقي هو عندما نؤسس لمجتمع مخلص وصادق.