الموالاة والمعارضة في كل مكان، حتى في الأسرة الواحدة، تجد ضمنها المعارض والموالي، وعندنا في الكويت كلاهما لا يختلفان على مصلحة الوطن، إلا من شذ عن القاعدة، فالموالي يحب الكويت والمعارض كذلك، ومن هنا أقول إن كانت الحكومة مع الشعب فنحن معها قلبا وقالبا، ونحن موالون، وإن كانت لا تلبي طموحات الشعب وآماله وتطلعاته فنحن معارضون، وفي النهاية فالموالاة والمعارضة جميعهم أبناء الكويت، وإن اختلفوا في الرأي، فالمبدأ واحد، والهدف واحد، ولكن ينتهي مفعول المعارضة تلقائيا إن كانت لمصلحة خاصة ولحاجة ما في نفس يعقوب، كما ينتهي مفعول المولاة أيضا ان كان لذات الغرض، ولابد من العقلانية والاتزان في كل الأمور، وعدم خلط الأوراق وترتيب الأولويات.
والحقيقة ان المشكلة المزمنة التي نعاني منها في هذا البلد أننا لا نعطي الفرصة الكافية للإنجاز، وليست لدينا ميزة الصبر والانتظار، بل نريد كل شيء بسرعة فنحن في عجالة من أمرنا، وهذا هو الخطأ بعينه، إن حكومة رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح أبدت رغبتها في التعاون مع مجلس الأمة منذ بداية تشكيلها، وظهر ذلك جليا في أنها جاءت لتعمل وتنجز، فلم لا تعطى الفرصة الكافية للعمل، ولم لا نتركها ونراقب وننتظر كي نرى النتائج ثم بعد ذلك نقيم ونسأل وننتقد ؟!
ومن ناحية أخرى لا يمكن لأي مشروع أن ينفذ من دون توافق جميع الأطراف عليه لا في الكويت ولا في غيرها، ويكون ذلك بالحوار البناء والتفاهم لحل الأمور، ثم ان هناك مشاريع تقبل ويمكن لها أن تنفذ، وهناك مشاريع لا تقبل لصعوبة تنفيذها في الوقت الحاضر، فلم لا نتفق على المقبول من المشاريع وننجزه ثم نتحاور بعد ذلك على المشاريع غير المقبولة من الحكومة؟، فبالحوار العقلاني والجدي نجد نقطة نتفق عليها، والحلول الوسطية كثيرة إن رغبنا في إيجادها، وقد رأينا على سبيل المثال أن الحكومة لا تمانع في زيادة رواتب المواطنين، وهي شبه موافقة على ذلك وترفض إسقاط القروض لأسباب كثيرة ذكرتها، فلم لا تأخذون ما تيسر الآن، وتنجزون مشروع زيادة الرواتب ثم تحاورون الحكومة على إسقاط فوائد القروض؟ فلا تجعلوا المواطن يفلس من هذا وذاك، ويضيع بين حانة الحكومة ومانة المجلس. ودمتم سالمين.