تعصف بنا الظروف ونحن نتقلب بين طياتها تارة قاسية وتارة معتدلة، ونحن نتفاعل معها مثل الطفل الذي يلعب بالأرجوحة تارة تأخذه للأعلى ومرة أخرى للأسفل.
والإنسان يعيش اللحظة بحلوها ومرها والغريب أنه في الوقت نفسه لو مرّ بنا طفل وابتسم نصبح أطفالا ونبادله الضحكات البريئة ونحاول النزول لمرحلته العمرية، وبمجرد الانتهاء من تلك اللحظة تأتينا ظروف لتنقلنا إلى حالة أخرى من المزاحية قد يكون هذا الظرف مليئا بالهموم ومشاكل الحياة، فنجد أنفسنا نشعر وكأننا في مرحلة الكهولة لدرجة أنها تؤثر في حصة نومنا ليلاً، ناهيك عن عدد مرات الاستيقاظ الدقيق، وكل ذلك بسبب ما عصفت بنا تلك الأفكار القهرية قبل النوم.
لذا، ليس عدد سنوات عمر الإنسان هي المؤشر الحقيقي لأعمارنا، بل ما نمر به من ظروف وذكريات سعيدة كانت أم حزينة، وهذا يعطينا حافزا بأن نسيطر ونمسك بزمام الظروف مهما كانت ونحولها إيجابا وليس سلبا كي يعود تأثيرها علينا بالخير والفرح والسعادة، يجب أن ندرك حين نطلق العنان لأعيننا وننظر إلى الحياة بمنظار السعادة والفرح، والتحدي الدائم لأنفسنا ونبتعد عن التقاعس ونأتي بالهمة اليومية لنبدأ رحلة الكفاح والجهاد، سنجد في نهاية اليوم نجاحا لما قمنا به والسعادة تأتي مقرونة بالعمل والسعادة بلحظات الزمن هي مطلب شرعي للإنسان على هذه الأرض التي لا نرى بها إلا جمالا، وقالوا عن السعادة «إنها فعل أمر فاعله أنت».
لذا، دع عنك الظروف المعاكسة في بعض الأحيان ولا تلتفت لها، واجعل من السرور مكانا في فكرك، وبالتالي ستحظى بجودة الإنتاج اليومي لك ولمن حولك.
لنملأ قلوبنا ببستان الإيمان والتسامح مع الآخرين، والتمس العذر لكل مخطئ كي لا تسرق الوقت ليلا في التفكير وستحظى بنوم هادئ وهانئ.
أيها الإنسان، لا تلعن الظروف التي هي مقياس أعمارنا والناس هم من يضيعون الظروف، فاجعل كل ظروفك هي إنتاجك من العمل الجيد المبهج لك ولغيرك بالتقرب من الله، وأكثروا من الظروف المبهجة، لأنها المعيار الحقيقي لعمر الإنسان. إذاً لا توجد حياة سعيدة بل توجد ظروف ولحظات تجعلنا سعداء، وهذا هو المعيار الحقيقي لعمر الإنسان.