أعترف بأن مقياس النجاح الوحيد لأي حدث رياضي يكمن في عملية التنظيم والتجهيزات المسبقة له، وعلى هذا النحو سيتم تقييم بطولة كأس الخليج «خليجي 25» المقامة في مدينة البصرة بالجمهورية العراقية، والتي استهلت أولى فعالياتها التي بدأت بحفل الافتتاح بانسحاب الوفد الكويتي من الحفل بسبب سوء التنظيم وحالة الهرج التي تخللت المشهد الرياضي فأفسدته، ودفعت بالجميع إلى حالة من الاستياء والاستنكار لما حدث، خاصة في ظل التوقعات التي كان يتمناها الكثيرون وأنا واحد منهم بأن يكون «خليجي 25» تجربة أكثر من رائعة كما شهدناه في قطر خلال بطولة كأس العالم، وهذا ما أشرت إليه بوضوح في مقالي السابق والذي كان بعنوان «خليجي البصرة والتجربة القطرية» والذي أكدت فيه أن العامل الأول والأخير لإنجاح البطولة يتمثل في حجم التجهيزات وعملية التنظيم.
وربما قد يتساءل البعض عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بالوفد الكويتي وعلى رأسه رئيس اللجنة الأولمبية الشيخ فهد ناصر صباح الأحمد، ممثل صاحب السمو الأمير، للانسحاب في حفل الافتتاح أولى فعاليات البطولة، وهنا ظهرت العديد من السيناريوهات التي أطلقها البعض وتم تداولها، ولكن جاء بيان الاتحاد الكويتي لكرة القدم والذي انسحب بدوره تضامنا مع ممثل صاحب السمو، وقد فسر البيان كل شيء وبدد الوهم من تلك السيناريوهات، فالبيان أشار إلى حالة الفوضى التي تخللت المشهد وعدم التنظيم وضعف القدرة على السيطرة على الحشود المتواجدة وهذا ما نتجت عنه مخاوف كثر حول الحالة الأمنية وحماية المشاركين بالبطولة والمشجعين لهم.
وأعتبر أن قرار الانسحاب كان الخيار الأفضل والأنسب لعدة أسباب تبدأ بالحفاظ على السلامة الشخصية، فكيف ستتم حماية شخصيات قيادية في ظل تلك الحالة من الفوضى، أما السبب الثاني فيأتي في إطار ما أعتبره بالرد السريع على منظمي الحدث الرياضي والذين كان لديهم إصرار كامل على أن جميع الأمور ستكون تحت السيطرة وجاهدوا لإقناع ممثلي اتحاد كأس الخليج العربي بذلك، ليأتي الواقع ويفند جميع ما ادعوه، وتسببوا في تشويه ذلك الحدث الرياضي الهام والذي أعتبره بمنزلة الفرصة الرائعة للتقارب بين شعوب الخليج العربي ولكن سوء التنظيم أضر بكل شيء.
ولكن علينا أن ننظر إلى تلك التجربة ونتعلم منها ومن الأخطاء التي ارتكبت بها حتى لا تتكرر وتفسد علينا الأمر بأكمله، وأن تستعد كويتنا الغالية لاستضافة هذا الحدث الرياضي المهم في دورته القادمة، وليهنأ جميع الحضور من مشاركين ووفود ومشجعين بوفرة من الأمان والاطمئنان وليستمتعوا بمباريات قوية بين المنتخبات، وأعتقد أن الجميع سيخرج منها رابحا وفائزا، وهنا لا أقصد عدد ما سجلوه من أهداف، ولكن سيفوزون في زيادة القرب والتعارف والتعاون بين جميع شعوب الخليج.
[email protected]