- عبدالعزيز بن سلمان: البرنامج النووي السعودي سيعمل على مفاعلين تجاريين كبيرين
- محمد الجدعان: الضرائب الاستثنائية من الحكومات على شركات النفط.. تفكير أناني وغير منتج
- خالد الفالح: السعودية صمام أمان العالم بالطاقة.. وتتحول للوسائل «المتجددة» و«الذرية»
- طارق الملا: مصر استحدثت بنية تحتية جديدة لدعم قطاع التعدين وتصنيع المعادن المستكشفة
قال وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن الاكتشافات الأخيرة أظهرت محفظة متنوعة من اليورانيوم بالمملكة، مشيرا إلى وجود مواقع جيولوجية مختلفة داخل المملكة غنية باليورانيوم من بينها جبل سعيد والمدينة المنورة، حيث يأتي توجه السعودية لإنتاج اليورانيوم ضمن مستهدفاتها لتوفير الطاقة النظيفة محليا وإقليميا.
وأضاف بن سلمان في حديثه خلال مؤتمر التعدين المنعقد في الرياض أمس، بمشاركة 60 دولة ممثلة بـ 40 وزيرا و18 مسؤولا رفيع المستوى، وبحضور 10 منظمات إقليمية ودولية، ان المملكة تسعى لتصنيع الوقود النووي للاستخدام المحلي وتصديره، موضحا أن هذا الاستخدام يشمل إنتاج الكعكة الصفراء واليورانيوم منخفض التخصيب وتصنيع الوقود النووي.
وأوضح أن المملكة تعتزم استخدام مواردها من اليورانيوم، بما يتماشى مع الالتزامات الدولية ومعايير دورة إنتاج الوقود النووي، مؤكدا أن البرنامج النووي الوطني السعودي للطاقة الذرية سيعمل على بناء المفاعلات النووية في المملكة، والتي ستتضمن في المرحلة الأولى مفاعلين نوويين كبيرين تجاريين قبل التوسع بشكل أكبر.
وكان الأمير عبدالعزيز بن سلمان قال في وقت سابق إن المملكة لديها كميات كبيرة من اليورانيوم وستقوم باستغلالها تجاريا بالشكل الأمثل، وستتعامل مع احتياطيات اليورانيوم بكل شفافية، وستبحث عن الشركاء المناسبين.
احتمالات نمو واعدة
من جانبه، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن قطاع التعدين مهم في رؤية وزارة المالية، كما أن هناك احتمالات نمو واعدة في التعدين، مشيرا إلى دور الحكومة في جعل المنطقة وجهة استثمارية لإنتاج المعادن، وإلى جهود وزارة المالية ووزارة الصناعة والثروة المعدنية للتأكد من توفير المنصات والممكنات، بالإضافة إلى الدعم الذي يحتاجه المستثمرون من الجوانب التشريعية وجانب الموارد المالية.
وأكد الجدعان على أن السياسات الحكومية والقوانين في المملكة تنظر إلى الجوانب الاقتصادية، كما أنها تحاول إيجاد الوظائف وتنويع الاقتصاد، بالإضافة إلى زيادة الصادرات، موضحا أن القوانين تنص على الاستدامة المالية، والعوائد المستدامة، التي تحاول تمكين القطاعات بمحفزات محددة، مبينا أن صندوق التنمية الصناعي قدم 75% لتمويل مشاريع التعدين المعفاة من الرسوم الجمركية، كما أن قطاع التعدين يقود الحراك لتوفير الموارد ودعم جهود التصنيع.
وفي ســــياق آخر، انتقد الجدعان الضرائب الاستثنائية التي تفرضها الحكومات على شركات النفط، مشيرا إلى أنها تنم عن تفكير أناني وغير منتج، قائلا: «أعتقد أنه من أكبر الأخطاء التي ترتكبها الحكومات هي التفكير في تحقيق المكاسب الضريبية غير المتوقعة التي تعتبر أنانية وقصيرة الأجل».
وأوضح أن الحكومة السعودية لا تنظر في استغلال الشركات فيما يخص استخراج المعادن، بل تريد أن تطور وتنوع الاقتصاد، وتوفر وظائف في سوق العمل من خلال هذا القطاع، إضافة إلى زيادة الصادرات، قائلا: «اتباع هذا الاتجاه سيمكن الحكومة بالطبع من زيادة الإيرادات».
صمام أمان
من جهته، قال وزير الاستثمار السعودي م.خالد الفالح، ان المملكة جمعت الحلول الاقتصادية كافة في مكان واحد، فنجمع الشمال بالجنوب والشرق بالغرب لصياغة مستقبل أفضل للتعدين والاستثمار في هذا القطاع، قائلا: «إن قطاع التعدين في المملكة جزء من رؤيتنا الشاملة والمتكاملة مثل برنامج ندلب وبرنامج تطوير الصناعة والخدمات اللوجستية».
وأضاف الفالح: «المملكة تعد صمام الأمان للعالم في مجال الطاقة، فنحن نتحول إلى وسائل الطاقة المتجددة والطاقة الذرية والطاقة الشمسية واستخدام الأمونيا في الصناعة وكل التقنيات الحديثة التي يتم تطويرها وتطبيقها على أرض الواقع في قطاع التعدين والصناعة».
وأوضح أن العالم يشهد حاليا تطورا في قطاع التعدين الرافد الأساسي للاقتصاد العالمي، حاثا على التركيز على ربط المناجم بمواقع التصنيع وإعادة هندسة المشهد عالميا والتحول في الطاقة وإنهاء الانبعاثات الكربونية.
وتحدث عن إمكانات المملكة لوضع سياسات مناسبة وإيجاد الحلول في دعم قطاع التعدين والتعاون معا في بناء واستكشاف الدرع العربية في المملكة ودمجها مع الجهود القائمة مع الدرع النووية في أفريقيا والاستفادة من الموارد الأفريقية.
وتطرق خلال الجلسة إلى أن الحوكمة البيئية والاجتماعية من قبل المستثمرين ستكون الأعلى في المملكة، فعندما ننظر إلى الانبعاثات الكربونية فنحن أقل انبعاثات كربونية بالنسبة لكل الدرجات التي أعطيت للطاقة المتجددة في التعدين واستخدامها في التعدين وفي التصنيع وزيادة إمكانية الطاقة المتجددة مشملة بالهيدروجين.
تخطي المعوقات
بـــدوره، أكـــد وزيـــر البترول والثروة المعدنية المصري م.طارق الملا، إلى نجاح مصر بقطاع البترول والغاز، وتطلعها لذلك بقطاع التعدين، مضيفا انه يجب تغيير تفكيرنا نحو أفضل الممارسات في العالم، والنظر إلى النظام المالي مع التركيز على السلبيات وحلها وتخطي الحواجز والمعوقات في ظل معايير الدولة ومواردها البشرية وتدريبهم لتحضيرهم للعالمية.
ونوه الملا، بأهمية استمرار الحوار بين القطاعين الحكومي والخاص، مؤكدا أهمية استقرار النظام المالي والسياسي والأمني والاقتصادي، التي يتطلع لها المستثمرون، مؤكدا على استمرار مصر في الإعلان عن المشاريع القادمة، خاصة أنها تعمل على تحسين إجراءاتها، وتسعى للتغلب على التحديات التي تواجه شركاءها.
وشدد على أن مصر أوجدت بنية تحتية جديدة لقطاع التعدين ولتصنيع المعادن المستكشفة واستخراج المزيد منها، خاصة أن المنطقة تحتاج إلى زيادة القيمة المضافة وأن نقطع شوطا في عملية التصنيع.