أجبر عطل تقني «غامض» هيئة الطيران المدني الأميركي على تعليق كل الرحلات الداخلية المغادرة من الولايات المتحدة لعدة ساعات امس، فيما استبعد البيت الأبيض فرضية وقوع هجوم إلكتروني في هذه المرحلة.
ورفعت هيئة الطيران المدني الحظر الذي منعت بموجبه كل عمليات الإقلاع وأكدت في تغريدة أن «العمليات المعتادة للحركة الجوية تستأنف تدريجيا في كل أنحاء الولايات المتحدة». وكانت قد أعلنت في السابق أنه يمكن استئناف الرحلات في ذلك الوقت، بمجرد حل المشكلات التي تؤثر على نظام المعلومات نوتام «Notam» الذي ينقل معلومات استشارية عاجلة وضروية لعمليات الطيران والطواقم، حسبما ذكرت الهيئة في بيان.
وبدأ العطل ليل فجر أمس بحسب التوقيت المحلي للولايات المتحدة، وأشارت الهيئة إلى «مواصلة التحقيق في سبب المشكلة الأساسية».
وعلقت الرحلات الداخلية المغادرة من الولايات المتحدة باستثناء الرحلات من مطاري نوارك ليبرتي (الضاحية الغربية لنيويورك) وأتلانتا، حيث استؤنفت الرحلات في وقت أبكر لتجنب ازدحام كبير للحركة الجوية.
ولدى سؤاله عن الموضوع، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه تحدث مع وزير النقل بيت بوتيجيج لكنه لا يعرف سبب العطل حاليا.
وقال بايدن قبل رفع التعليق «مازال بإمكان الطائرات الهبوط بسلام لكن لا يمكنها الإقلاع في الوقت الحالي».
من جهتها، أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار في تغريدة «لا يوجد دليل على هجوم إلكتروني في هذه المرحلة». واضافت أن وزير النقل بوتيجيج أطلع الرئيس جو بايدن «على عطل نظام هيئة الطيران الفدرالية. لا يوجد دليل على هجوم إلكتروني في هذه المرحلة، لكن الرئيس طلب من وزارة النقل إجراء تحقيق كامل في الأسباب».
وحذرت العديد من المطارات في أميركا الشمالية (أوتاوا وبالتيمور وأوستن وبوسطن...) من احتمال تأخر رحلاتها وطلبت من المسافرين التحقق من وضع رحلاتهم قبل الذهاب إلى المطار.
من جهتها، أكدت شركة «يونايتد إيرلاينز» الأميركية في رسالة إلى وكالة فرانس برس، أن هيئة الطيران المدني ألغت التعليق وأن عملياتها استؤنفت.
وأضافت الشركة «قد يستمر العملاء في مواجهة تأخير وإلغاء رحلات فيما نعمل على إعادة برنامجنا، ويجب عليهم التحقق من تطبيق الشركة أو موقعها للحصول على أحدث المعلومات حول رحلاتهم».
بدورها، أكدت شركة «أميريكان إيرلاينز» في بيان منفصل «نحن نراقب الوضع عن كثب ونعمل مع هيئة الطيران المدني للحد من إزعاج العملاء».
ويوفر نظام نوتيس تو اير ميشنز Notice To Air Missions الذي تأثر بالعطل معلومات للطواقم الجوية حول الأخطار والتطورات في المطارات وغيرها من المعلومات الحيوية.
وهذا النظام «أساسي في المعلومات المطلوبة لإجراء العمليات البرية والجوية» كما أوضح ميشال ميرلوزو المحلل في مجموعة «إير» للأبحاث لوكالة فرانس برس. وأضاف «قد يشمل ذلك معلومات بشأن المطارات ونشاطات خاصة مثل عمليات عسكرية أو قيود موقتة على الرحلات الجوية».
وتأخرت أكثر من ٦٫٧ آلاف رحلة وفقا لموقع تتبع الرحلات «فلايت اوير». ولم يتضح عدد حالات التأخير المرتبطة بالعطل، اضافة الى ١٠٠٠ تم إلغاؤها.
وقدرت تقارير ان نحو مليوني مسافر يمكن ان يتأثروا بالحادث. وغرد وزير النقل الأميركي أنه دعا إلى إجراء تحقيق «لتحديد أسباب (العطل) وأعطى توصيات بالخطوات التالية».