تضاربت التصريحات الأوكرانية والروسية حول السيطرة على بلدة سوليدار الاستراتيجية شرق أوكرانيا، في وقت أعلنت أوروبا استعدادها لحرب طويلة الأمد، لكن مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أكد انها لن تستغرق اكثر من سنة وأن بلاده ستكون قادرة على الانتصار هذا العام إذا زادت القوى الغربية من إمدادات الأسلحة، خصوصا منظومات صواريخ بعيدة المدى.
وأوضح بودولياك في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن «الصواريخ التي يزيد مداها على 100 كيلومتر فقط هي التي ستتيح لنا تسريع عملية تحرير الأراضي»، مضيفا أن هذا السيناريو سينهي الحرب بحلول الخريف على أبعد تقدير. وأضاف «لن نهاجم روسيا. نحن نخوض حربا دفاعية حصرا».
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تترأس دولته الاتحاد الأوروبي، امس، إن الاتحاد مستعد لحرب طويلة في أوكرانيا وسيدعم كييف في مواجهة العدوان الروسي مهما طال الأمر. وأضاف بيلستروم في مؤتمر صحافي «رغم محاولات روسيا المستمرة لتفريقنا الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وعبر المحيط الأطلسي قوية. الاتحاد الأوروبي مستعد لحرب طويلة وسيواصل مساندة أوكرانيا بالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني مهما طال الأمر». وتابع قائلا: إن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل على فرض مزيد من العقوبات على موسكو بسبب غزو أوكرانيا بعدما أقر التكتل المكون من 27 دولة تسع حزم من العقوبات منذ بدء الغزو في فبراير 2022.
وقال بيلستروم «العقوبات هي أفضل أداة لدى الاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في هذه الحرب، وهو الغاية النهائية مما نفعله».
وقال مسؤولون إن العقوبات الجديدة قد تشمل تجميد مزيد من الأصول وحظر السفر لشخصيات روسية مشاركة في الحرب وفرض مزيد من القيود على بيع سلع الاتحاد الأوروبي التي يمكن استخدامها في أغراض عسكرية إلى روسيا.
وقال بيلستروم «الاتحاد الأوروبي مستعد لمواصلة تعزيز العقوبات، لضمان التنفيذ الفعال والمحكم للعقوبات وأيضا لمنع روسيا من التحايل عليها».
في الأثناء، نفى سيرهي شيريفاتي، المتحدث باسم القوات المسلحة الأوكرانية في الجهة الشرقية، التصريحات التي أدلى بها الجيش الروسي بشأن استيلائه على بلدة سوليدار بمنطقة دونيتسك.
وقال شيرفاتي: «يقول الروس إن سوليدار تحت سيطرتهم، وهذا غير صحيح»، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم».
وفي إطار متصل، نفت إدارة الاتصالات الاستراتيجية للقوات المسلحة الأوكرانية صحة الصور التي نشرتها الخدمة الصحافية لشركة فاغنر لتأكيد استيلاء الروس على بلدة سوليدار.
وكانت وكالة الأنباء الروسية الرسمية «تاس» نقلت عن رئيس فاغنر، يفجيني بريجوزين،، القول إن المجموعة استولت على مدينة سوليدار في شرق أوكرانيا بعد أيام من القتال العنيف.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن الجيش الأوكراني مازال يدافع عن مواقعه في سوليدار، مؤكدة أن الجيش الروسي يواصل القتال رغم الخسائر الضخمة.
كما قالت قيادة العمليات الأوكرانية إن مدينة سوليدار لاتزال صامدة والقتال مستمر بين الأبنية وفي الشوارع، مضيفة أن الجيش الأوكراني لا يكتفي بالدفاع عن سوليدار بل يشن هجمات معاكسة على القوات الروسية.
الى ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستزيد من قدراتها الدفاعية وستضمن أمن العمليات العسكرية وستواصل تنفيذ البرامج الاجتماعية واسعة النطاق، في حين أعلنت موسكو تعيين رئيس الأركان العامة فاليري غراسيموف قائدا للعملية العسكرية بأوكرانيا.
وقال بوتين - خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، أمس «أؤكد أننا نضمن بشكل موثوق أمن ومصالح البلاد، وسنزيد من قدرتنا الدفاعية، وفي الوقت نفسه سنواصل تنفيذ البرامج والخطط الاجتماعية والاقتصادية على نطاق واسع».