تظاهر الآلاف في تونس العاصمة احتجاجا على تدهور أوضاعهم الاقتصادية وسط انقسامات سياسية متصاعدة، في الذكرى الثانية عشرة لثورة الياسمين التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي.
وردد المتظاهرون وبينهم العديد من أنصار حزب النهضة ذي المرجعية الاسلامية شعارات مناهضة للرئيس قيس سعيد، منها: «الشعب يريد ما لا تريده» و«لا للانقلاب» و«ارحل».
وقالت متظاهرة تدعى نهى لفرانس برس «تتكون عائلتي من 13 شخصا وبالأمس صاحب المتجر أعطاني فقط كيلوغراما واحدا من المعكرونة وعلبة حليب. كيف سأطعم عائلتي؟».
ويعرب العديد من التونسيين عن استياء متزايد بسبب تدهور ظروفهم المعيشية، مع نسبة تضخم تزيد على 10%.
ورفع بعض المحتجين المشاركين في تظاهرة أخرى تابعة «لحزب العمال» اليساري قطعا من الخبز في اشارة إلى غلاء المعيشة ورددوا شعارات «شغل حرية كرامة وطنية» في بلد تتجاوز فيه نسبة البطالة 15%.
كما تظاهرت نقابة الصحافيين التونسيين ومنظمات غير حكومية مطالبة بإلغاء قانون تم اقراره مؤخرا من قبل الرئيس سعيد واعتبرته مقيدا لحرية التعبير.
ولم يشارك «الاتحاد العام التونسي للشغل» (المركزية النقابية) في التظاهرة لكن أمينه العام نور الدين الطبوبي أكد في تصريحات الاستعداد لـ«معركة وطنية لإنقاذ تونس».
وتشهد البلاد نقصا كبيرا في توافر المواد الغذائية على غرار الحليب والقهوة وغيرهما وأظهرت صور من داخل محلات تجارية رفوفا فارغة.
وتوصلت تونس المديونة بنسبة أكثر من 80% من إجمالي ناتجها الداخلي، الى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي في منتصف اكتوبر الماضي حول قرض جديد بنحو ملياري دولار لمساعدتها في مواجهة صعوبات اقتصادية متفاقمة.
ويحذر البنك المركزي التونسي من أن سنة 2023 ستكون «صعبة» في إطار من ضعف النمو وارتفاع التضخم، في حال عدم التوصل الى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي على قرض.