تواترت الأخبار الصحافية بشكل يومي خلال فترة امتحانات الثانوية العامة الفصلية لهذا العام 2022- 2023 عن ضبط العديد من حالات الغش داخل القاعات المخصصة لأداء تلك الاختبارات التي من شأنها أن تكون إضافة للمجموع التراكمي لخريجي الثانوية العامة لهذا العام.
واللافت.. أن حالات الغش تنوعت طرقها عن الأعوام السابقة إضافة إلى تطور آليات الغش عبر استخدام التقنيات الحديثة مثل السماعات الشخصية، والحديث ليس في النتيجة بقدر ما هو الحديث حول السلوك السيئ الذي ينتهجه الطالب، وكنت قد صرحت في تصريح سابق عام 2015 وكان السؤال حول هذا الأمر تحديدا وفي المناسبة نفسها أي الامتحانات الفصلية وقلت: «إن الغش في الاختبارات يعتبر سلوكا مشينا دينيا وعرفيا وأخلاقيا ولا يجب اللجوء له، ويجعل صاحبه منبوذا لأنه لا يسيء لنفسه إنما لأسرته ومجتمعه وسيكون إنسانا غير مؤهل لحمل أمانة الوطن، مضيفا حينها «أن تطوير الوعي لدى الطالب يبدأ من توفير مناخ تعليمي فاعل، وأن على المعلم أن يتخذ من الأساليب الحديثة المتطورة طرقا سهلة لنقل المعلومة للطلبة.
اجتماعيا، يعتبر الغش سلوكا مشينا من شأنه جعل الطالب الغشاش منبوذا، يفتح طريقا لوضع نقطة سوداء في ملفه التعليمي، وعليه يجب تعريف الطلبة بأبعاد السلوك المشين الذي يأخذ الكثير من سمعة الطالب والتعليم في الكويت، ولا نريد للمؤسسة التعليمية أن تلقى عليها الشبهات جزافا، لكن آن الأوان لإصلاح المنظومة التعليمية بشكل شامل وكامل.
ويجب إعادة النظر بمخرجات التعليم في الكويت وأولها التقويم الجاد والفعلي بما يتناسب والقدرات والإمكانيات مع طلبتنا، ويجب محاربة الغش بالوعي ثم الوعي ثم الوعي ثم العقوبة؛ لأن الغش أصبحت ثقافة مجتمع وبدأت الجرائم تتنوع في طرقها، لذلك وجب التنوع في طرق الكشف عن الطلبة الذين يلجأون للغش ومعرفة الأسباب والأبعاد لهذا السلوك التربوي والحياتي بشكل عام عبر جهود الأخصائيين الاجتماعيين والأسرة والمختصين النفسيين لوضع الحلول وتقويم السلوك المعوج.
وأخيرا، من المؤسف أن تستمر هذه الثقافة في مجتمعنا الكويتي دون معالجة إرشادية أخلاقية أسرية ودينية وتربوية تعليمية في زمن أصبح كل ما حولنا مستوردا، وأصبح النجاح في المراحل التعليمية الهدف دون الجد والاجتهاد للتفوق والتقدم ولا أعمم بهذا على الجميع، هناك طلبة وطالبات يوصلون الليل بالنهار للوصول والحصول على التفوق الدراسي، لذلك يجب الكشف عن سلوك الطلبة الذين ينتهجون الغش أثناء الاختبارات وتقويمهم وتوعيتهم ثم العقوبة التي يستحقونها، بخطط تربوية تعليمية واضحة، لأننا نريد عقولا رجالا ونساء لكويت 2035، وأنتم الأجيال التي نعول عليها، رسالتي لطلبتنا.. أنتم أمانة الوطن فلا تغشوا أنفسكم أولا.
[email protected]