قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس، إن أسواق الطاقة قد تشهد نقصا أكبر في الإمدادات في 2023، وعبر عن أمله في ألا تشهد الأسعار المزيد من الارتفاع حتى يقل الضغط على الدول النامية المستوردة للطاقة.
وأضاف بيرول على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «لن أكون مرتاحا للغاية بشأن الأسواق، وربما يكون 2023 عاما نشهد فيه نقصا في الأسواق بأكبر مما قد يعتقده بعض الزملاء».
وكان وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي ورئيس أرامكو السعودية أمين الناصر، قد صرحها خلال الأسبوع الحالي بأنهما يريان أن أسواق النفط متوازنة.
وقال بيرول إنه على الرغم من عدم وجود نقص في السوق حاليا، فإن هناك أمورا تبعث على عدم اليقين ويتعين مراقبتها، ألا وهي الطلب الصيني والإمدادات الروسية. وتابع: «إذا تعافى الاقتصاد الصيني هذا العام، وهو ما تتوقعه العديد من المؤسسات المالية، فقد نرى طلبا قويا للغاية وهو ما سيضغط على الأسواق».
وفيما يتعلق بروسيا، قال بيرول إن هناك العديد من علامات الاستفهام حول قدرتها على التصدير بسبب العقوبات الغربية، فضلا عن أخرى على المدى الطويل بسبب تحدياتها الخاصة.
وأوضح أن الشركات العالمية التي ساعدت في تطوير حقول النفط الروسية ووضعها للإنتاج غادرت جميعها. وقال بيرول إن صادرات النفط الروسية بدت أكثر «مرونة» مما كان متوقعا في بداية العام الماضي، مضيفا أن صادرات النفط الروسية تتراجع الآن كما توقعنا، وسوف تنخفض أكثر في الربع الأول من هذا العام وما بعده»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن دولا آسيوية لاسيما الهند والصين ستواصل شراء الخام والمنتجات الروسية.
من جانبه، أعرب رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين، أمين الناصر عن تفاؤله بعودة الطلب من الصين مع إعادة فتح الاقتصاد وعودة قطاع الطيران. وأكد الناصر خلال تواجده في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن الشركات بحاجة إلى زيادة الاستثمار في إنتاج النفط، مشيرا إلى أن العالم يحتاج ما بين 4 إلى 6 ملايين برميل يوميا من الإنتاج الجديد لتعويض الانخفاض الطبيعي في الحقول القائمة.
وتعتزم «أرامكو» تحويل 4 ملايين برميل يوميا من الخام إلى بتروكيماويات مع نهاية العقد الحالي بحسب الناصر، الذي أكد أيضا أن الشركة تبحث عن فرص استثمار في المصافي الصينية وفي المصانع التي تحول السوائل إلى كيماويات. وأفاد الناصر، بأن «أرامكو» تستثمر أيضا مليارات الدولارات في الهيدروجين وهي تهدف إلى تصدير الهيدروجين الأزرق المصنوع عن طريق تحويل الغاز الطبيعي والتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث منه على نطاق واسع ابتداء من 2030.