في علم النفس مصطلح يسمي «اضطراب الشخصية التمثيلية»، وهو عبارة عن السعي الدؤوب للفت الانتباه وجذب الأنظار وإظهار العواطف بشكل مبالغ فيه قد يصل إلى النفاق الاجتماعي، وهذا إنذار مبكر للحاجة إلى الانتباه الحميد غير المبالغ فيه وهو احتياج فطري طبيعي يحتاج إلى إشباع، حيث يهتم بك كل من حولك وليكن وجودك ذا معنى وقيمة وتأثيرا لديهم.
والناس الذين يحتاجون إلى لفت الانتباه باستمرار لديهم مهارات اجتماعية جيدة ويتمتعون بثقة كبيرة في تقدير الذات.
طلب الاهتمام حاجة بشرية وكلنا نحب أن نشعر باهتمام الآخرين وانعدام هذا الاهتمام يجعلنا غالبا نشعر بالوحدة والإهمال والتهميش فيجب الاهتمام بالآخرين وتقبلهم واحترامهم.
نلاحظ هذه الأيام انتشار ظاهرة «حب الظهور والاستعراض» في وسائل التواصل الاجتماعي للفت الانتباه، حيث يتحدث كثيرون بطريقة مختلفة وغير مألوفة وفي مواضيع تافهة أو شاذة غير واضحة وهدفهم الأول الإساءة لغيرهم والتقليل من إنجازاتهم، وهذه الظاهر تعد مرضا نفسيا وهي من العقد النفسية والسلوكية الاجتماعية.
وقد أبدع الشاعر والوزير المصري محمود سامي البارودي حين قال:
وإذا عَزَمتَ فَكُن بِنَفسِكَ واثِقاً
فَالمُسْتَعزُّ بِغَيرهِ لا يَظفَرُ
فَانْظُرْ إِلى عَقْلِ الْفَتَى لا جِسْمِهِ
فالمَرءُ يَكبرُ بِالفِعالِ ويَصغُرُ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَعِيشُ بِذِكْرِهِ
فَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ.. يُذْكَرُ
إن جذب الانتباه يجب أن يكون بالخلق الجميل والتهذيب والاستماع لحديث الآخرين باهتمام وتقديم الأفكار الإيجابية والتفاؤل، وهي عوامل ناجحة وجاذبة لاهتمام الآخرين.
[email protected]
bnder22@