الصداقة هي العلاقة بين شخصين أو أكثر وتكون مبنية على المودة والنصيحة النابعة من الحب الصادق وأصلها صدق «بتشديد الدال» من الصدق، فالصديق هو من يصدق القول مع صاحبه بقلبه ولسانه ولا يكن له إلا كل خير ومحبة وحسن نية.
وإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان رفيق دربه أبوبكر الصديق رضي الله عنه إذ إن العلاقة بينهما كانت من أسمى وأرقى صور الصداقة النقية، حيث إن الصداقة هي أجمل العلاقات وأصدقها إن بنيت على أسس نقية وصحيحة وكلها إخلاص ووفاء. والصداقة لها أهمية خاصة للجميع لأنها تعزز الصحة العقلية والنفسية والجسدية وتمد الأصدقاء بالسعادة والامتنان وتجعل من له صديق يواجه مصاعب الحياة بشكل أفضل وخاصة أنها توفر له الشخص المناسب للبوح بالهموم والمشاكل التي تواجهه وتقضي على الشعور بالوحدة.
وتختلف مفاهيم اختيار الصديق من شخص لآخر ولكن الجميع يتفق على قبول الصديق كما هو بصفاته جميعها وعيوبه وأنه يجب أن يكن له المشاعر الصادقة المليئة بالحب وحسن النية وتقديم التشجيع والتحفيز والدعم للصديق وأن يحفظ أسراره ويتجنب فعل كل ما يزعجه بالإضافة إلى النصح الدائم لما فيه الخير ويفرح لفرحه ويحزن لحزنه وأن يعتذر له عند الخطأ. وكذلك يجب أن يستمع لهمومه وأن يشاركه في المقابل ويساعده وقت الحاجة وأن يخاف عليه من أي ضرر.
وقد تفشل الصداقة بسبب إفشاء الأسرار أو المعاملة السيئة أو عندما يرغب الصديق بتملك الآخر حيث إنه لا يعطيه الفرصة ليصادق غيره وكذلك تفشل الصداقة بسبب عدم الاكتراث للاستماع لهمومه أو مشاكله ومحاولته التحكم في حياته وقراراته وتقديم عبارات هادمة وغير لائقة بحجة المزاح سواء على انفراد أو أمام الآخرين وعدم تقديم الدعم المعنوي وإحباط محاولات الصديق للقيام بأي عمل مرتبط بالنجاح وعدم مشاركته بأي شيء متعلق بحياته وأن يفضل مصلحته عليه ولو كان فيه مضرة له. وقد تفشل الصداقة بسبب تقديم النصح بطريقة خاطئة مما تتسبب له بالمتاعب وعدم الفرح لنجاحه وإنجازاته.
وقد قال الإمام الشافعي:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وتعرف الصداقة في الثقافات الإسلامية باسم الرفقة أو الصحبة، ومن المهم فيها أن يكون هناك توافق بوجهات النظر وأن تكون مبنية على الوفاء والإخلاص والحب في الله. اللهم احفظ لنا أصدقاءنا الصدوقين وأبعد عنا من يدعون الصداقة التي سرعان ما ينكشف تزييفها في أي موقف من المواقف التي تواجهنا كل يوم.