بيروت - خلدون قواص
دعا مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الى محاسبة كل من يتطاول على الإسلام والمس بالقرآن الكريم وإنزال العقوبة المناسبة به منعا لتمادي أمثاله على المقدسات الدينية الإسلامية.
وشجب سماح السلطات السويدية لزعيم حزب الخط المتشدد الدنماركي راسموس بالودان، بحرق نسخة من القرآن الكريم، واصفا هذا التصرف بالتطرف والاعتداء على الإسلام والمسلمين، محذرا من هذا العمل المشين الذي ينم عن حقد وكراهية واستفزاز لمسلمي العالم، وندد بالتعرض الى الإسلام من أعمال عدوانية شيطانية وإجرامية لا أخلاقية ولا إنسانية تتناقض وحرية الرأي.
وطالب المفتي دريان المجتمعات والمنظمات الدولية بوضع مشاريع قوانين دولية تحرم الإساءة للشرائع كافة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على عباده، للحد من هذه التصرفات العنصرية التي تزيد من الكراهية والحقد بين الشعوب والأمم.
وأدان رئيس مجلس النواب نبيه بري، إحراق نسخة من المصحف الشريف، معتبرا أن «تكرار مثل هذه الاستباحة للمقدسات على النحو الذي حصل بقدر ما هو اعتداء على مشاعر ومقدسات أكثر من المليار ونصف المليار مسلم في العالم هو أيضا اعتداء على كل الرسالات والكتب السماوية».
ولفت في بيان الى ان «التغاضي عن مثل هذه الأعمال المشينة والسكوت عنها تحت حجة حرية التعبير يؤسس لتعميم خطاب الكراهية والعودة الى الجاهلية البغيضة في مرحلة العالم والإنسانية بأمس الحاجة الى التلاقي والحوار».
وأعرب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عن استنكاره وبأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبها راسموس بالودان.
ولفت بيان إلى أن ذلك عدوان موصوف على المقدسات الدينية وانتهاك لحرمة كتاب الله واستفزاز للمسلمين، بما يتنافى مع الشرائع والمواثيق الدولية التي أقرت حرية الاعتقاد.
بدوره، طالب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الدول الإسلامية والعربية وكل الكيانات الفكرية ليس الإدانة فقط بل اتخاذ إجراءات عقابية قوية تجاه دولة السويد لأن حرق القرآن جرى بخلفية انتقائية سياسية وحماية أمنية وجداول دولة تصنف هذا حرية وهذا إساءة ضبطا على أفران العقل الغربي الحقود على الشرق والإسلام والذي يعتمد سياسة إطفاء الحريق بالبنزين.
وحمل حزب الله في بيان له «الحكومة السويدية المسؤولية الكاملة عن هذا الفعل القبيح وندعوها الى المبادرة فورا لمعاقبة المرتكبين والعمل لمنع تكرار مثل هذه الجرائم، ونطالب الحكومات الإسلامية والمرجعيات والهيئات والمؤسسات الإسلامية بالتنديد بهذه الإساءة الكبيرة والعمل لتكوين رأي عام عالمي يحول دون حصول مثل هذه الانتهاكات الخطيرة مجددا».
كما صدر عن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بيان أدان فيه إحراق نسخة من القرآن الكريم، معتبرا ان هذا العمل تعديا فاضحا وقحا على الديانات السماوية وما يمثله الاسلام من قيم سامية واعتدال.
وأضاف البيان، «لن تنال مثل هذه التصرفات الحاقدة مبتغاها في الاساءة الى الدين الاسلامي الحنيف وجوهره».