يساعد انضباط الأطفال على تعلم أساسيات القيم والأخلاق، والتي تعتبر أساس النجاح الأكاديمي، إذ يعتبر التأديب الفعال أمرا إيجابيا بطبيعته، فهو يعلم الطفل ما يمكنه فعله بدلا من انتقاده بشدة أو معاقبة ما لا يجب عليه فعله.
مع ذلك، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، فقد تم فهم الانضباط بشكل خاطئ على أنه مجرد عقاب لمخالفة القواعد، وبدلا من هذا كله، يجب فهم الانضباط على أنه شيء يصوغ شخصية المتعلم ويعزز دوافعه.
ومن أجل تحقيق تلك الغاية، عادة ما يكون مقدمو الرعاية الأساسيون، وأقصد بذلك الوالدان، هما الأكثر تأثيرا، لكن السلوك من الأسرة الممتدة والمعلمين وحتى المجتمع المحيط والأصدقاء له تأثير كبير، ومن المتوقع أيضا أن يساهموا من خلال ممارسة نفس السلوكيات المتوقعة من الأطفال.
يظهر البحث الأكاديمي لنا بشكل مستمر ارتباطات إيجابية بين مشاركة الوالدين والإنجاز الأكاديمي، خاصة في السنوات الأولى من الدراسة، إذ لا تعزز مشاركة الوالدين الأداء الأكاديمي فحسب، بل لها كذلك تأثير إيجابي على سلوك الطفل في الفصل والحياة بشكل عام، وحتى يتحقق ذلك، يجب إيجاد اهتمام من مقدمي الرعاية إلى جانب المؤسسات التعليمية.
لكن كيفية ترجمة ذلك عمليا تكون غامضة جدا نظرا لأن معظم الآباء مشغولون، ولأن المعلمين مرتبكون، حيث إن معظم المدارس وبشكل متكرر تجد طرقا لإبقاء الآباء بعيدا عن الأنظار.
وبمجرد وضع علامة على الطالب لرسوبه، عادة ما يكون قد فات الأوان للتعامل معه بشكل فعال، وهنا تبدأ دورة إلقاء اللوم. لكن في مثل هذه الحالات، نتحمل جميعا اللوم جزئيا على كل طالب ينتهي به الأمر بهذه الطريقة.
إنها دورة يجب أن تكمل نفسها بطرق مختلفة، إذ يعمل العديد من الآباء وحتى أولئك الذين حالفهم الحظ بالبقاء في المنزل لا يمكنهم مواكبة العمل المدرسي.
بالإضافة إلى ذلك، والمتوقع من المعلمين اتباع المناهج وطرق التدريس التي لم تتم مراجعتها منذ أكثر من 50 عاما بشكل أعمى، فهذا لا يساعد المجتمع لأننا كثيرا ما نرى حالات من الممارسات السلبية بدلا من الممارسات الإيجابية، لدرجة أن الانتظار في طابور المركز التجاري أصبح مشكلة، حيث لا يعترف كبار السن بالشباب في الطابور، بل يتجاوزونها في بعض الأحيان، حتى مسألة السماح لأطفالهم كي يكونوا وقحين مع أي شخص يعتبرونه جديرا دون عواقب.
يجب علينا تسليط الضوء على أن الطلاب الراسبين والذين من المتوقع - مع الأسف - أن يكونوا الأغلبية هم من الأطفال.
أيضا، إذا كنت تعتقد أن هذا الموضوع لا يخصك، فإن هؤلاء الأطفال الفاشلين سوف يواجهون أقرانهم من الأطفال الناجحين وجها لوجه، ويتسللون في نهاية المطاف إلى المجتمع في مواقف مختلفة.
ومن أجل إيجاد حل لهذا الأمر، يجب دعوة جميع أصحاب المصلحة إلى طاولة القرارات بطريقة استباقية، والسبب أن مشكلة التعليم الحالية تتحول بسرعة إلى جائحة صامتة.
dr_randa_db@