بر الوالدين يعني طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما والإحسان إليهما وقد جعل الله سبحانه وتعالى للوالدين منزلة عظيمة وأمرنا بإكرامهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما بكل وسيلة ممكنة ودعانا للحديث معهما بالأدب والتقدير والإنصات لهما عندما يتحدثان وعدم الضجر منهما وبرهما وهذا ليس عندما يكونان حيين فقط ولكن أيضا بعد وفاتهما يجب أن يستمر برهما بالأعمال الصالحة والدعاء لهما وإخراج الصدقات.
قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين) سورة الأحقاف: 15.
وقد قرن الله عز وجل الأمر بالإحسان للوالدين بعبادته التي هي توحيده لأهميته وتعظيمه فقد قال سبحانه: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) سورة الإسراء: 23.
وقال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا....) سورة النساء: 36.
وهناك العديد من الحقوق التي يجب على الأبناء توفيرها للوالدين وهي تأمين الطعام والدواء والكسوة لهما وإجابة دعوتهما وطاعتهما وخدمتهما دون تفضل أو منة والحديث معهما بكل ما رق من الكلام والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة فهما من سهر الليالي لتربيتهم وتوفير جميع احتياجاتهم وتعليمهم وتوظيفهم.
إن الوالدين هما شمعتان مضيئتان في قلوب الأبناء فهما السند الحقيقي للأبناء والغذاء الروحي والمعنوي لهم وهما نعمة الحياة على الأبناء ومن دونهما تكون الحياة بلا طعم أو لون أو رائحة.
فالأم تحمل الطفل تسعة أشهر وتتحمل خلالها التعب والمشقة وآلام الولادة وكل هذا التعب يهون أمام رؤية ابنها الذي تحسن تربيته بعد ولادته، ويقدم الوالدان الحب والحنان والرعاية للأبناء ويمنحانهم الثقة ويعلمانهم الاحترام لأنفسهم ليعينوهما في كبرهما. إن الوالدين هما أنسنا ومؤنسنا في جميع الأوقات وفضلهما لا يمكن نسيانه حيث انه يبقى محفورا في الذاكرة، ولذلك لا يجب التصرف معهما بأنانية والسعي الدائم لنيل رضاهما.
وقد قال أحد الشعراء:
حبي إليهم لا يضاهى ما عدا
حبي لربي والنبي محمدا
أبوايا لو جادوا علينا بالرضا
يكن الطريق إلى الجنان ممهدا
وأدعو الله أن يطيل بأعمار والديكم وأن يرحم والدينا وكل من توفي منهم ويرزقهم الجنة ويعتقهم من النار.