بعد يومين على حرق متطرف سويدي لنسخة من المصحف الشريف، أقدم زعيم حركة «بيغيدا» المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واغنسفيلد، على تمزيق نسخة من المصحف الشريف في مدينة لاهاي الهولندية، تحت حماية الشرطة الهولندية.
وشارك زعيم الفرع الهولندي من حركة (الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب) العنصرية عبر تويتر، مقطعا مصورا ينقل فعلته الاستفزازية، التي وقعت أمام مبنى البرلمان في لاهاي. وحسبما تداولته وسائل إعلام، فإن الشرطة الهولندية منحته الإذن بهذا الفعل شريطة ألا يحرق الكتاب المقدس للمسلمين، إلا أنه قام لاحقا كما ظهر في الفيديو بحرق صفحات المصحف الممزقة بعد أن وطأها بقدمه.
وظهر في الفيديو أفراد في الشرطة الهولندية يقفون وراء المتطرف اليميني من دون أن يحركوا ساكنا، وهو يقوم بتمزيق صفحات القرآن والدوس عليها.
واحتجاجا على الاعتداء المتجدد لليمين المتطرف الأوروبي على المقدسات الإسلامية، توالت الإدانات من الدول العربية والإسلامية حيث نددت المملكة العربية السعودية بالحادثة، وأعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين للحادث، واعتبرت ان هذه الخطوة استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
وأكدت وزارة الخارجية موقف المملكة الداعي إلى نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ونبذ دواعي الكراهية والتطرف.
بدورها، أدانت دولة الإمارات بشدة حرق المصحف، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وشددت الوزارة على ضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معا من أجل نشر قيم التسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية التركية استدعاء السفير الهولندي.
وقالت الوزارة إنه تم تحذير السفير من السماح بأعمال «استفزازية مماثلة» في المستقبل، واصفه الاحتجاج بـ«الهجوم الخسيس» على «كتاب مقدس للإسلام».
والسبت الماضي، قام المتطرف الدنماركي راسموس بالودان بحرق المصحف الشريف قرب سفارة تركيا في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأدان الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الاعتداء الذي طال القرآن الكريم في مدينة لاهاي الهولندية.
وقال قالن في تغريدة: «لا أحد يستطيع أن يدافع عن جريمة الكراهية الفاشية هذه بأنها حرية وتسامح. يتعين على أوروبا أن تضع حدا لهذا الاتجاه المظلم». وأضاف قائلا: «لا يمكنكم أن تطفئوا نور الله بأنفاسكم القاتمة».
بدوره، ندد عمر جليك، الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بأشد العبارات بالاعتداء الذي طال القرآن الكريم في لاهاي.
وقال جليك، في تغريدة: «إن الفاشيين يهددون كافة الأديان والقيم الإنسانية. يجب على السلطات الهولندية اتخاذ موقف واضح ضد هذا الهجوم الفاشي». ونظمت الجالية التركية في نيويورك، مظاهرة احتجاج أمام قنصلية السويد رفضا لحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في السويد.
كما دانت منظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى حادثة إحراق المصحف الشريف، مطالبة السلطات السويدية باتخاذ خطوات تجاهها.
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني، بتمزيق نسخة من المصحف.
واعتبرته وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اعتداء صارخا على مشاعر ملايين المسلمين. وأكدت أن إحراق نسخة من القرآن الكريم امتداد لثقافة الكراهية والعنصرية، وعدم الاعتراف بالآخر، ومحاولة للمساس، والاعتداء على مبادئ حقوق الإنسان والتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة، وحرية الرأي والرأي الآخر.
وطالبت الوزارة الجهات الدولية كافة باتخاذ ما يلزم من الإجراءات والتدابير القانونية لمنع تكرار مثل هذه الممارسات الاستفزازية، كما طالبت الأمين العام للأمم المتحدة والهيئات الأممية المختصة بسرعة المبادرة لحراك دولي فاعل لتعزيز ثقافة التسامح وتجريم مرتكبي هذه الانتهاكات ومن يقف خلفهم.