بين الحين والآخر، أجد نفسي مضطرا للحديث عن ملف المخدرات، ولم لا، وهذا الملف فرض نفسه بأن قرر مجلس الوزراء إطلاق حملة وطنية لمحاربة المخدرات من خلال التوعية والمكافحة والمعالجة، كما أنه يحظى باهتمام غير مسبوق من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد عبر أفكار وتوجيهات واجتماعات أسفرت عن قرارات مهمة مثل إنشاء مصحات عالمية بقيادة كادر طبي متخصص للتأهيل السلوكي والنفسي في معالجة مرضى الإدمان، والتأكيد على ان هذا الملف لن تقف وزارة الداخلية امامه دون تحقيق انجاز والتضييق على تجار السموم المخدرة ومنافذ التهريب وطرقها، كما يفرض هذا الملف نفسه في صورة ضبطيات وراءها ضباط وضباط صف، مخلصون ومدركون لخطورة هذه الآفة المدمرة، ويبذلون أقصى الجهود في ملاحقة تجار السموم وضبطهم، وكذلك في صورة قضايا وجرائم تحصد أرواح شباب سلكوا طريق التعاطي والادمان، فغيبوا عقولهم وفقدوا حياتهم او ألحقوا الضرر بأبرياء تحت تأثير الادمان والاصرار على المضي في طريق اللاعودة.
للأسف، عشنا فترة ليست ببسيطة كنا ننكر فيها وجود مشكلة المخدرات وكأنها موجودة عند الآخرين فقط، وهذا -ربما- ما فاقم من حجم المشكلة. وحسنا، فعلنا بأننا اعترفنا بوجود مشكلة؛ لأن الاعتراف أول خطوة باتجاه حل أي مشكلة ولابد من مواجهتها.
قضية المخدرات أشبعت على جميع الأصعدة بحثا، ولكن في اعتقادي انه آن الأوان التركيز على مخاطبة الشباب من الجنسين بشكل عام، وكل من دخل في طريق التعاطي، والمخاطبة لابد أن تكون علمية ومن خلال وسائل الإعلام.
سلاح الإعلام شديد الأهمية، ومن المؤكد انه سيحدث فارقا كبيرا، إذ باستطاعته ان يلعب دورا تنويريا رائدا في مكافحة المخدرات، وخلق ثقافة مجتمعية تتسم بالحزم تجاه انتشارها، ويسلط الضوء على آثارها المدمرة عبر حملة اعلامية علمية تدار من قبل متخصصين بمشاركة مجموعة من الشباب، فليس معقولا أن تتسم الحملة الإعلامية بنفس الأساليب القديمة التي ثبت عدم جدواها وملها الناس وانصرفوا عنها، مع الاهتمام بجرعات تستهدف الاسرة خاصة ان الفضاء فضاء مفتوح أمام الأبناء، وبالتالي هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الأسرة.. فأولياء الأمور باستطاعتهم الانتباه إلى أي تغير يقع على الأبناء إثر طريق الادمان، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام: قرار الوزير الشيخ طلال الخالد بإعادة عدد من المتقاعدين إلى الخدمة بعد إقامة دورة إنعاش لهم قرار إلى جانب أنه قرار إنساني فهو يسهم في توفير المزيد من الكوادر البشرية الوطنية للمؤسسة الأمنية، كما ان قرار الخالد بقبول جميع أبنائه المتقدمين لدورات الإطفاء أثلج الصدور. عساك على القوة.