استكمل المسبار الأوروبي «جوس» (JUICE) استعداداته للانطلاق في رحلة تستمر ثماني سنوات إلى كوكب المشتري وأقماره الجليدية يجتاز خلالها مسافة ملياري كيلومتر، تهدف إلى استكشاف إمكان وجود أشكال من الحياة في محيطاتها الموجودة تحت كتلة من الجليد.
يعيش القمر الاصطناعي «جوس» (والاسم مؤلف من الأحرف الأولى بالإنجليزية لعبارة مهمة «مستكشف أقمار المشتري الجليدية») لحظاته الأخيرة على كوكب الأرض في القاعة البيضاء لشركة «إيرباص» المصنعة له في تولوز، حيث بدا التأثر على وجوه المهندسين والفنيين والعلماء الذين عملوا لسنوات في هذه المشروع المهم لوكالة الفضاء الأوروبية.
ويشرح هؤلاء لوسائل الإعلام أن المركبة التي تزن 6.2 أطنان مزودة عشر أدوات علمية، وهوائيا يبلغ قطره 2.50 مترا، وألواحا شمسية ضخمة ينبغي اختبارها مرة أخيرة.
ويتوقع أن توضع المركبة الفضائية في الأيام القليلة المقبلة مطوية الأجنحة داخل حاوية تنقل فيها إلى كورو في غويانا الفرنسية، حيث من المقرر إطلاقها في أبريل المقبل بواسطة صاروخ «أريان 5».
ووضعت على ظهر المركبة لوحة تذكارية تحية لغاليليو، أول من اكتشف كوكب المشتري وأكبر أقماره عام 1610.
وبعد 400 عام، يستعد الإنسان لاستكشاف معمق للأقمار الطبيعية للكوكب الغازي العملاق، من خلال وضع مسبار للمرة الأولى في مدار أحدها. وسيكون «جوس» كذلك أول مهمة أوروبية تدخل النظام الشمسي الخارجي الذي يبدأ بعد المريخ.
لكن المهمة تستلزم الصبر إذ إن الرحلة طويلة، ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى هدفها سنة 2031. كذلك ستكون الرحلة متعرجة، إذ لا يمكن سلوك مسار مباشر لبلوغ كوكب المشتري الذي يقع على بعد 740 مليون كيلومتر من الشمس.
وسيحتاج «جوس» بعد إطلاقه إلى الجاذبية الأرضية، ثم إلى جاذبية كوكب الزهرة.
ويقول المدير العلمي للبعثة في وكالة الفضاء الأوروبية نيكولا ألتوبيلي إن الأرض والزهرة سيكونان «أشبه بالمنجنيق الذي يعطي (المسبار) الزخم اللازم للوصول إلى المشتري».