أصيب مستوطنان إسرائيليان بجروح في إطلاق نار بحي سلوان في القدس الشرقية نفذه فتى فلسطيني يبلغ 13 عاما أصيب بدوره برصاص شرطة الاحتلال، وذلك غداة اعتداء على كنيس يهودي أوقع 8 قتلى وأكثر من 12 مصابا وقتل منفذه المقدسي البالغ 21 عاما.
وحملت القيادة الفلسطينية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع بسبب جرائمها التي أسفرت عن ارتقاء 31 شهيدا خلال يناير الجاري، واستمرارها في ممارساتها الاستيطانية الاستعمارية، فيما اعتبرت فصائل فلسطينية وفي مقدمتها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، هجومي القدس بمنزلة «رد في الوقت والمكان المناسبين على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وانتهاك مقدساته».
من جهتها، أوضحت الشرطة الإسرائيلية أنها «شلت حركة مطلق النار الذي أصيب بجروح»، مضيفة أنه «يبلغ من العمر 13 عاما»، ويدعى خيري علقم وهو فلسطيني من سكان القدس الشرقية.
وأشارت إلى توقيف ما لا يقل عن ٤٥ شخصاً.
وفي بيان منفصل، لفتت الشرطة إلى أن أفرادها بدأوا في مناوبات 12 ساعة، تنفيذا لأمر المفوض العام يعقوب شبتاي، برفع جهوزيتها إلى أعلى مستوى.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه تقرر تكثيف تواجد قوات الجيش في الضفة الغربية ومنطقة خط التماس بعد جلسة أمنية تقييمية شارك فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير، ورئيس أركان الجيــــش الجنرال هرتسي هاليفي.
وقال جيش الاحتلال انه بعد تقييم للوضع، تقرر تعزيز تواجده العسكري في الضفة الغربية بكتيبة إضافية.
وتوعد بن غفير بـ «رد قوي وبتغيير الأوامر المنظمة لإطلاق النار»، مؤكدا أنه سيعمل على تغيير أوامر إطلاق النار للجنود الإسرائيليين.
هذا، وتوالت الإدانات العربية والدولية للتصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددة على وقف كل الهجمات على المدنيين. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تحذير المملكة من انزلاق الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المزيد من التصعيد الخطير، وقالت إن «المملكة إذ تدين كل استهداف للمدنيين، لتؤكد ضرورة وقف التصعيد وإحياء عملية السلام وإنهاء الاحتلال».
وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان عن «استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية».
وحذرت مصر من المخاطر الشديدة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدة «إدانتها لكل العمليات التي تستهدف المدنيين»، ومطالبة بـ «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية لتجنب الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف».
بدورها، أكدت الخارجية الأردنية «ضرورة العمل الفوري للحيلولة دون تفاقم دوامة العنف المتصاعدة وتكثيف الجهود لاستعادة التهدئة ووقف كل الإجراءات الأحادية والاستفزازية التي تدفع باتجاه المزيد من التصعيد والتوتر».
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إسرائيل الى استخدام القوة المميتة إلا كملاذ أخير، ودعت روسيا «جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من تصعيد التوتر». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التصعيد الحالي للعنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشددا على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع التصعيد بين الجانبين.