من الملاحظ في الآونة الأخيرة كثرة معدلات الطلاق في الكويت وشملت معظم الفئات العمرية سواء الأزواج من هم في عمر العشرين أو الثلاثين، بل تعدتها إلى الأزواج في عمر الأربعين والخمسين وحتي قد تصل لمواليد الستينيات، فهل تساءلنا عن أسباب ارتفاع مؤشرات الطلاق وهل بحثنا عن ما هي الأسباب وراءها؟ وما العامل المحفز لها؟
كثير من أسباب الطلاق ترجع إلى وجود المشاكل الأسرية والزوجية بصفة مستمرة بين الأزواج وأسباب نشوء مثل هذه المشاكل هو عدم معرفة كل من الطرفين واجباتهم وحقوقهم، وقد يقول البعض انه يقوم بجميع واجباته تجاه الشريك لكنه لا يحصل على حقوقه منه، ولا يرى أي مقابل في ذلك، وقد نتفق معه أو نختلف، وذلك لأن ذلك يعود لعدم وضوح الرؤية وتحديد الأولويات والمهام بين الأزواج، فالزواج عقد شراكة، حاله كحال أي عقد تجاري بين المتعاقدين، إلا أنه يتفضل ويسمو عليه بوجود المشاعر والأحاسيس الإنسانية العاطفية بين الأزواج والمشاركة الجنسية، إذا لنلقي الضوء على أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق وما الحلول الناجعة لها.
إن أهم أسباب الطلاق هو عدم التوافق بين الزوجين منذ البداية، وذلك بسبب عدم معرفة اختيار الشريك الصحيح لكلا الطرفين.
وقد يواجه الكثير من الشباب والشابات صعوبة في اختيار شريك الحياة، وقد يساهم الأهل باختيار الشريك لأبنائهم، وقد تكون هناك ظروف واعتبارات تساهم في اختيار الشريك كصلة القرابة كابن العم أو ابن الخال أو هناك اعتبارات ومحسوبيات قد يراها الوالدان بمنظورهم الخاص مهمة كاختيار الشريك وفق أسس ومعايير ظاهرية كجمال الشكل وحسن المظهر أو المال أو المنصب، ويغفلون عن أهم عامل في اختيار الشريك وبناء أسرة صحية سعيدة خالية من المعقدات والعراقيل وألا وهو التوافق، فهل يتم اختيار الشريك وفق أسس مدروسة تعتمد على مبدأ التوافق بين الشريكين لأن التوافق بين الشريكين مهم جدا بل انه عصب الحياة الزوجية، فماذا نعني بالتوافق، وكيف نصل إلي تحقيق هذا المفهوم بين الشريكين، وما الذي يسهم في تحقيق هذا المفهوم؟
فالمقصود بالتوافق أن يناسب كل الطرفين بعضهما البعض من ناحية الوضع الاجتماعي والمستوى التعليمي والتوافق الفكري فلابد من وجود هذه العوامل بين الشريكين حتى يكونان قادرين على الاتفاق بطريقة سهلة ميسرة لكثير من الأمور التي قد يواجهونها في مسيرة حياتهم، وأيضا هناك عوامل أخرى تؤثر في قرارات الطلاق المتسرعة منها الاختلاف على المال أو مبدأ أو أيضا طريقة التعاطي والتعامل مع الأمور المستحدثة بين الشريكين وكل هذه الاعتبارات مهمة جدا، ولابد لنا من الاهتمام بها والتركيز عليها فلابد لنا من وقفه جادة ومدروسة للتصدي لمثل هذه الظاهرة التي باتت تقيض استقرار الأسر وديمومتها وأيضا أصبحت تؤثر على الصحة النفسية والجسمية لكلا الطرفين وما نتج عنهم من أطفال من مسيرة الزواج بينهم.
فلابد لنا من شحذ الهمم ونشر الوعي في المجتمع وبين الأزواج وأيضا المقبلين على الزواج بأن تكون هناك جلسات استشارية توعوية لهم، ويكون هناك قياسات لمعدلات التوافق بين الأزواج وإعطاء النصيحة لهم لبناء أسرة سعيدة.
فالاهتمام بالنواحي والمتطلبات النفسية وتحقيق التوافق لكل من الزوجين مهم وضروري لتحقيق الصحة النفسية لهم وبالتالي تنعكس على صحة الفرد بشكل عام.
دمتم بحفظ الله ورعايته.
https://www.instagram.com/sabah.alenazi1/