استهل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حملته لانتخابات الرئاسة المقبلة بسلسلة هجمات طالت «المؤسسة السياسية الفاسدة» وكذلك خلفه وغريمه المحتمل الرئيس جو بايدن، محذرا من أن انتخابات عام 2024 ستكون «الفرصة الأخيرة لإنقاذ الولايات المتحدة»، قائلا «نحن بحاجة إلى قائد مستعد للقيام بذلك منذ اليوم الأول» لتوليه الرئاسة، معتبرا أن «هناك رئيس واحد فقط تحدى المؤسسة بكاملها في واشنطن، وبتصويتكم العام المقبل، سنفعل ذلك مرة أخرى».
وألقى ترامب، البالغ 76 عاما، خطابا أمام مئات من مؤيديه في تجمع بكولومبيا عاصمة ولاية كارولاينا الجنوبية، بعد إلقائه كلمة أمام اجتماع للحزب الجمهوري في مدينة سالم بولاية نيوهامبشاير.
وقال أمام حشد من مئات الجمهوريين خلال انعقاد اجتماعهم السنوي في سالم «نحتاج إلى قائد مستعد لمواجهة القوى التي تلحق الدمار ببلدنا»، وخاطبهم قائلا «من هنا تبدأ حملتي كمرشح للرئاسة».
وهاجم بايدن، قائلا إن الرئيس الحالي «وضع بلادنا على طريق التدمير» وفقا لتعبيره، وأضاف «علينا إنهاء حكم العصابات للحفاظ على كرامة ومقدرات الأميركيين»، كما انتقد سياسة بايدن مع الحدود، قائلا «لمصلحة من تفتح حدود الولايات المتحدة أمام المخاطر والتهديدات؟».
واعتبر ترامب أن الاقتصاد الأميركي كان الأسرع نموا، وقال «في عهدي تم ضبط الاحتياطي وتحسن الإنتاج على عكس ما يحدث حاليا».
وينظر إلى التجمعين على أنهما فرصة لترامب لتنشيط حملته المتعثرة وسط انتقادات لعدم تنظيمه فعاليات منذ أن أعلن في نوفمبر عزمه على خوض انتخابات العام 2024.
لكن الرئيس السابق لم يدخل أي تغيير ملحوظ في خطابه، فقد كرر ادعاءاته أن انتخابات 2020 سرقت منه ووجه إهانات لمنافسيه السياسيين، وحذر مجددا مما وصفه بـ «تغيير مسار الانتخابات المقبلة على غرار ما حدث في 2020».
إلا أن أبرز انتقاداته وجهها لمعارضين من الجمهوريين اعتبر أنهم «أكثر خطورة من الديموقراطيين».
كما أشاد في نيوهامبشاير بسجله في مجال تطبيق القانون وفرض النظام ومكافحة الهجرة و«إعادة بناء» الجيش الأميركي، متعهدا إنقاذ البلاد من «الدمار على يد مؤسسة سياسية أنانية وراديكالية وفاسدة».
وتابع «أنا غاضب أكثر من اي وقت مضى وأصبحت أكثر التزاما من أي وقت مضى».
وقطب العقارات السابق هو الشخصية البارزة الوحيدة التي أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية حتى الآن، لكن العديد من الجمهوريين البارزين أثاروا احتمال وجود منافسين جمهوريين وسط تقارير عن تراجع التأييد الشعبي للرئيس السابق.
وتحظى الولايتان بأهمية كبيرة باعتبارهما من أولى الولايات التي تجري فيهما «الانتخابات التمهيدية» للرئاسيات، وقد عززتا مكانة ترامب في طليعة المرشحين عام 2016 بعد بداية فاترة في ولاية أيوا.
لكن تقارير تفيد بأنه يواجه صعوبات في الحفاظ على قاعدة دعم في كارولاينا الجنوبية في ظل استياء من تأييده مرشحين هزموا في الانتخابات النصفية في نوفمبر الماضي.
وقد ينتهي الأمر بسباق بين ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس حول بطاقة الترشح باسم الحزب الجمهوري، وقد جاء ديسانتيس في صدارة استطلاع رأي خلال فعالية «ناشنال برو لايف ساميت» في واشنطن خلال نهاية الأسبوع الماضي.
إلا أن الاستطلاعات في هذه المرحلة المبكرة من السباق لا تعطي دائما صورة واضحة للمشهد، فقد أظهرت نتائج بعضها تفوق ترامب على ديسانتيس، وأظهرت أخرى نتيجة معاكسة.
ويبدو أن العقبة الأكبر في طريق ظفر ترامب ببطاقة الترشح الجمهورية هي مشاكله القانونية المتزايدة، مع تعيين «محقق خاص» للنظر في العديد من مزاعم سوء السلوك.
وقال ترامب في نيوهامبشر «هؤلاء مدعون عامون يساريون متطرفون وهم أشخاص فظيعون للغاية»، وتعهد التحقيق في أنشطة وزارة العدل إذا أعيد انتخابه.
وفيما كان دعمه لامحدودا للشرطة خلال قضية مقتل الأميركي من اصول افريقية جورج فلويد اثناء اعتقال افرادها له، اعتبر ترامب أن وفاة الشاب الأميركي الأسود تايري نيكولز في المستشفى بعد ثلاثة أيام من تعرضه للضرب المبرح بأيدي عناصر سود من شرطة ممفيس «ما كان يجب ان تحدث».
وفي تصريح لـ «الأسوشيتد برس» على هامش خاطاباته، وصف تسجيل الفيديو الذي يوثق الحادثة «مخيف جدا»، وسط شعور عام بأن التظاهرات الضخمة التي شهدتها البلاد عام 2020 بعد مقتل فلويد، لم تفض إلى تسوية لهذه المشكلة.