اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مهددة «مجددا» بـ«دبابات ألمانية»، في إشارة إلى مدرعات «ليوبارد-2» التي تعهدت برلين تزويد كييف بها للتصدي للغزو الروسي الذي قارنه سيد «الكرملين» مجددا بالحرب ضد هتلر.
وفي احتفال بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفييتي على الجيش الألماني في ستالينغراد، قال بوتين «هذا أمر لا يصدق لكنه حقيقي. نحن مهددون مجددا بدبابات ليوبارد ألمانية»، مؤكدا في الوقت نفسه أن روسيا قادرة على «الرد» على الدول التي تهددها.
وأضاف الرئيس الروسي في الاحتفال الذي أقيم في فولغوغراد، المدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد والتي كانت تسمى سابقا ستالينغراد، «مرة أخرى، يريد خلفاء هتلر محاربة روسيا على الأراضي الأوكرانية باستخدام باندرفوتسي»، الاسم الذي أطلق على أنصار القومي المتطرف الأوكراني ستيبان بانديرا (1909-1959) الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف بوتين أن «أولئك الذين يجرون الدول الأوروبية، وبينها ألمانيا، إلى حرب جديدة ضد روسيا ويقدمون ذلك، بشكل غير مسؤول، على أنه أمر واقع، وأولئك الذين يتوقعون هزيمة روسيا في ساحة المعركة، من الواضح أنهم لا يفهمون أن حربا معاصرة مع روسيا ستكون مختلفة تماما».
وتابع الرئيس الروسي «نحن لا نرسل دباباتنا إلى حدودهم، لكن لدينا ما نرد عليهم به، وهذا الأمر لن يقتصر على استخدام مدرعات».
الى ذلك، اتهمت موسكو أوروبا امس بالسعي إلى تدمير روسيا وشبهتها بالنازيين، بينما اكدت رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لاين التي وصلت إلى كييف لعقد قمة حول أوكرانيا ان الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على موسكو بحلول الذكرى الأول لبدء الغزو.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال إجراء مقابلة مع التلفزيون الروسي الأوروبيين بالسعي إلى «حل نهائي للمسألة الروسية»، متهما خصوصا فون دير لايين.
وقال إنها «أعلنت أن نتيجة الحرب يجب أن تكون هزيمة روسيا، بحيث لا تتعافى لعقود»، متسائلا «أليست هذه عنصرية ونازية ومحاولة لحل المسألة الروسية؟»، وشبه ذلك بـ «الحل النهائي للمسألة اليهودية»، المحرقة التي دبرها النازيون.
وأوضح أن الغرب لا يستخدم «غرف غاز» لكنه يفعل كل شيء «حتى تتوقف روسيا عن الوجود كقوة».
من جهة أخرى وصف لافروف مجددا الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا بـ«التصعيد» لاسيما في تسليم أسلحة بعيدة المدى.
في المقابل، أعلنت فون دير لايين امس في كييف أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا بحلول الذكرى الأولى لبدء غزو أوكرانيا التي تحل في 24 فبراير.
وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «بحلول 24 فبراير، أي بعد عام واحد بالضبط من بدء الغزو، نعتزم فرض حزمة عاشرة من العقوبات».
ولفتت إلى أن العقوبات الحالية «تقوض» الاقتصاد الروسي، مقدرة أن تكون موسكو تخسر «نحو 160 مليون يورو يوميا» بسبب تحديد سقف لسعر نفطها.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية بجهود مكافحة الفساد التي تقوم بها أوكرانيا مؤخرا والتي تعد مهمة في درس احتمال عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
وقالت «أنا مرتاحة لرؤية منظمات مكافحة الفساد في حالة تأهب وتكشف سريعا عن حالات الفساد»، معتبرة أن زيلينسكي رد «بسرعة على المستوى السياسي» لكي تكون نتائج مكافحة الفساد «ملموسة».