طارق عرابي
يبدو أن أولى خطوات مشروع منطقة العبدلي الاقتصادية قد انطلقت على أرض الواقع بشكل فعلي، إذ ستعلن هيئة تشجيع الاستثمار المباشر، عن طرح الممارسة الخاصة بإعداد الدراسات الاستشارية بشأن تحديث دراسات الجدوى للمنطقة، وذلك بناء على تكليف سابق من قبل مجلس الوزراء في أغسطس العام الماضي، وكذلك بناء على ما انتهت إليه إدارة الفتوى والتشريع التي أجازت طرح المشروع كمزايدة علنية مباشرة من خلال هيئة تشجيع الاستثمار وفقا للقواعد والإجراءات المعمول بها في هذا الشأن.
وستطرح الهيئة الممارسة الخاصة بإعداد الدراسات الاستشارية بشأن تحديث دراسات الجدوى لمنطقة العبدلي الاقتصادية للممارسين المعتمدين والمسجلين لدى الجهاز المركزي للمناقصات العامة، والذين تتوافر فيهم الشروط القانونية والمؤهلين لدخول هذه الممارسات لتقديم عروضهم، على أن تودع العطاءات بواسطة ظرف الهيئة الرسمي المختوم بالشمع الأحمر في صندوق الممارسات بمقر هيئة تشجيع الاستثمار المباشر مع عدم ذكر اسم مرسلها أو أية إشارة أو علامة تدل عليه.
وتكتسب منطقة العبدلي الاقتصادية أهمية كبرى كونها تقع شمال الكويت وعلى الحدود الكويتية - العراقية، حيث من المقرر أن تكون بمنزلة مركز تجاري واقتصادي متكامل يمتد على مساحة تزيد على 5 كيلومترات مربعة، وتتكون من 243 قطعة أرض مخصصة لأنشطة وأغراض متنوعة، لتكون بذلك بوابة شمالية جديدة للتجارة الدولية داخل الكويت.
ووفقا لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر، فإن منطقة العبدلي الاقتصادية تدعم رؤية الكويت الوطنية لتوسيع منطقتها الشمالية، وستكون بمنزلة مركز لوجستي لمشروع خط سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي المخطط له وميناء مبارك الكبير، كما ستوفر فرصا كبيرة في قطاعات متنوعة كالتجارة والاستثمار والصناعة والضيافة والسكن والتخزين.. وغيرها.
وبحسب دراسة الجدوى للمشروع، فإن منطقة العبدلي الاقتصادية ستكون بمنزلة مدينة ذكية ستحتوي على العديد من الجوانب المتعلقة بالاستدامة والابتكار في تصميمها، ومنها محطات تبريد ذات موقع استراتيجي للمناطق المحيطة بسعة إجمالية تبلغ 79 ألف طن من المبردات بجانب أنظمة جمع ومعالجة النفايات الصلبة وإنارة ذكية للشوارع والعديد من التكنولوجيات المبتكرة الأخرى، كما أن التصميم المتميز للمنطقة يضعها على المسار الصحيح لتكون أول مدينة ذكية متصلة في الكويت بميزات قيمة للمقيمين فيها وتصنع فرصا واعدة للمستثمرين.