قال وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، لدى سؤاله عن الدروس المستفادة من التحركات في سوق الطاقة خلال عام 2022، إن الأهم هو أن يثق باقي العالم في «أوپيك+».
وأضاف بن سلمان خلال افتتاحه، المؤتمر الرابع والأربعين للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة الذي استضافته الرياض أمس: «نحن مجموعة مسؤولة من الدول، نضع كل قضايا السياسة المتعلقة بأسواق الطاقة والنفط في سلة واحدة، لكننا لا ننخرط في القضايا السياسية».
وكان تحالف «أوپيك+»، الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوپيك» وآخرين من بينهم روسيا، قد اتفق العام الماضي على خفض هدف الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، أي نحو 2% من الطلب العالمي، من نوفمبر 2022 حتى نهاية عام 2023 لدعم السوق، فيما أيدت لجنة «أوپيك+» التي اجتمعت يوم الأربعاء الماضي القرار.
وردا على سؤال عن تأثير الإجراءات التجارية على سوق الطاقة، قال بن سلمان: «كل ما يسمى بالعقوبات والحظر ونقص الاستثمارات سيتحول إلى شيء واحد فقط وهو نقص إمدادات الطاقة بجميع أنواعها بينما نحن في أمس الحاجة إليها». وقال إن السعودية تعمل على إرسال الغاز البترولي المسال إلى أوكرانيا، ويستخدم هذا الغاز عادة وقودا لأغراض الطبخ والتدفئة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض سلسلة من العقوبات على روسيا، مما أدى إلى تقليص صادرات الطاقة الروسية، كما فرضت قوى غربية أخرى إجراءات في إطار سعيها للحد من قدرة موسكو على تمويل حربها في أوكرانيا.
جوائز التميز بالطاقة
وبالعودة إلى فعاليات المؤتمر الـ44 للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة بالرياض، فقد سلم سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان 3 جوائز للتميز في مجال الطاقة مقدمة من الجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة، وشارك في نقاش مع دانيال يرغن، نائب رئيس إس آند بي جلوبال.
وأكد بن سلمان في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، أكثر مركز أبحاث تمكينا في العالم، فلديه المنشآت، وأماكن الإقامة، والأوقاف، والمواهب، واللوائح الداخلية التي تتيح له توظيف المواهب من جميع أنحاء العالم.
وقال: «إننا على يقين من دوره المهم الذي يجعل منه حاضنة للأحداث الأكثر تأثيرا مثل المؤتمر الرابع والأربعين للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة الذي تمكن من تسجيل رقم قياسي في أعداد الحضور».
وقد حصل روبرت ماكنالي المتخصص في سياسة الطاقة العالمية على جائزة أفضل كتاب في مجال الطاقة عن كتابه: «تقلبات أسعار النفط الخام: تاريخ ومستقبل ازدهار أسعار النفط»، ومنح جون ديفتيريوس الجائزة الخاصة بفئة الصحافة، وذلك تقديرا لما يزيد عن ثلاثة عقود من التقارير والتحليلات حول قطاع النفط والغاز.
مستقبل الطاقة النظيفة
وتستضيف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمرة الأولى هذا الحدث الذي يستمر 6 أيام تحت عنوان «الطريق نحو مستقبل الطاقة النظيفة والمستقرة والمستدامة»، ويشارك فيه نخبة من الخبراء في القطاع.
ومما يضفي المزيد من الأهمية للحدث هو انعقاده ما بين استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 27» الذي أقيم العام الماضي بمدينة شرم الشيخ، واستضافة الإمارات لمؤتمر «كوب 28» في وقت لاحق من هذا العام. إضافة لذلك، سيتيح المؤتمر للدول الرئيسة المنتجة للطاقة للمساهمة في الجهود الرامية لإزالة الكربون في إطار تحول قطاع الطاقة عالميا.
من جانبه، قال رئيس مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) فهد العجلان: «لقد أصبح من الضروري تسريع وتيرة تحول قطاع الطاقة لتحقيق الطموحات المرتبطة بالحياد المناخي، ويعد المؤتمر الدولي الرابع والأربعون للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة فرصة فريدة لنجتمع ونناقش السبل التي تساعدنا على تحقيق تطلعاتنا المشتركة».