وافق المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي على العفو أو تخفيف الأحكام الصادرة بحق عشرات الآلاف من المسجونين ومن بينهم كثيرون ألقي القبض عليهم لاتهامات لها علاقة بالأمن خلال الاحتجاجات المناوئة للحكومة والمتواصلة منذ أكثر من 5 أشهر.
وقالت وسائل إعلام إيرانية رسمية امس إنه «سيتم العفو عن السجناء الذين لا يواجهون اتهامات بالتجسس لصالح وكالات أجنبية أو بوجود صلة مباشرة تربطهم بعملاء في الخارج أو بتعمد القتل أو التسبب في الإصابة أو بالتسبب في دمار وإحراق ممتلكات الدولة أو من لا يوجد مدع خاص في قضاياهم».
وقد أدين عشرات المتظاهرين بالفعل بهذه الجرائم، والتي يعاقب على كثير منها بالإعدام، بعد محاكمات أدانتها جماعات حقوقية.
وقالت وكالة «إسنا»، إن خامنئي وافق على عفو واسع النطاق عن بعض المدانين بما تصفه بأعمال شغب وغيرهم من المدانين اقترحه رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجه ئي قال فيه ان عددا كبيرا من هؤلاء «يطالب بالصفح بعد إظهار الندامة والكشف عن مخطط الأعداء الخارجيين والتيارات المناهضة للثورة والشعب». وقد أوضح موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية، أن الموقوفين على خلفية الاحتجاجات لن يتم الإفراج عنهم إلا حال وقعوا «إعلان ندم وتعهدا خطيا بعدم تكرار جريمة جنائية متعمدة مماثلة».
ولم يحدد المسؤول القضائي عدد المستفيدين من العفو أو تخفيف العقوبة، بينما قدرته وسائل إعلام محلية بـ «عشرات الآلاف»، لكن العفو استثنى عددا كبيرا ممن اتهموا بارتكاب أعمال التجسس والعمالة لأجهزة الاستخبارات الأجنبية، وعدم ارتكاب القتل والجرح المتعمد، وعدم ارتكاب الأعمال التخريبية وإحراق المرافق الحكومية.
في غضون ذلك، أوقفت السلطات الإيرانية صحافية وأصدرت حكما بالسجن بحق صحافي آخر على خلفية الاحتجاجات.
وافادت صحيفة «شرق» الإصلاحية عبر موقعها الالكتروني بتوقيف المسؤولة عن القسم الاجتماعي في صحيفة «هم مهين» إلناز محمدي في طهران بعد استدعائها.
كما أصدر القضاء عقوبة بالسجن سنة واحدة بحق الصحافي حسين يزدي الموقوف في أصفهان منذ مطلع ديسمبر 2022، وفق صحيفة «شرق».
ولم تحدد الصحيفة التهم التي حوكم بموجبها يزدي، مشيرة الى أنه كان يتولى إدارة موقع «مبين 24» الإخباري.
من جهة أخرى، دعا مير حسين موسوي أحد أبرز الوجوه المعارضة في إيران والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية إلى «تغيير جذري في نظام سياسي بات يواجه أزمة مشروعية» في ظل الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني قبل أشهر.
ورأى موسوي الموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ 12 عاما ان «إيران والإيرانيين هم في حاجة وعلى استعداد لتغيير جذري، رسمت خطوطه العريضة الحركة من أجل نساء ـ حياة ـ حرية»، وذلك في رسالة نشرت على موقع الكتروني عائد له وتداولتها وسائل إعلام محلية امس.
ودعا موسوي الى إجراء «استفتاء حر وعادل بشأن الحاجة الى صياغة دستور جديد» للبلاد، نظرا الى أن الصيغة الحالية للنظام السياسي «غير مستدامة».
وشدد على أنه يحق للإيرانيين «كما خلال ثورة الشعب في 1979 إجراء مراجعات جذرية (..) تتيح تدشين مسار الحرية، العدالة، الديموقراطية والتنمية».