القاهرة - خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان الزيارة الأولى للرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش إلى مصر ستسهم في الارتقاء بآفاق العلاقات إلى مستوى أرحب وأكثر تميزا، منوها بالعلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين والتي شهدت استضافة مصر حوالي 30 ألف لاجئ كرواتي بمخيم «الشط» أثناء الحرب العالمية الثانية.
وشدد السيسي - في كلمة خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الكرواتي، بقصر الاتحادية امس على أهمية العمل من أجل النهوض بالتعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري مع كرواتيا، وقال إن «حجم التبادل التجاري لا يتناسب حاليا مع مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين الجانبين والتي نتطلع لتطويرها خاصة بعد أن أصبحت كرواتيا أحد الأبواب الجنوبية للاتحاد الأوروبي، مما يساهم في زيادة حجم التبادل التجاري من جانب وتعزيز أمن الطاقة في منطقة جنوب ووسط أوروبا من جانب آخر».
ورحب السيسي في مستهل المؤتمر بنظيره الكرواتي، وتوجه بالتهنئة لجمهورية كرواتيا رئيسا وحكومة وشعبا، على انضمامها مؤخرا لمنطقتي «الشنغن» و«اليورو»، اعتبارا من أول يناير الماضي الأمر الذي يأتي تتويجا لمسيرة كرواتيا ونجاحاتها، على صعيد الاندماج داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى التقدم الملحوظ الذي أحرزته مصر، في مجال إنتاج الطاقة ومواردها سواء كان ذلك من خلال اكتشافات الغاز بمنطقة شرق المتوسط، وإنشاء منظمة «منتدى غاز شرق المتوسط» ومقرها في مصر أو سعيها الجاد حاليا، لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، والنهوض بقطاع الطاقة المتجددة، مثل محطات الطاقة الشمسية في «بنبان» بأسوان وكذا نشاطها في مجال طاقة الرياح، وإنشاء محطات عملاقة ببعض المناطق، ومن بينها منطقة «جبل الزيت»، كما تم بحث سبل التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وتشجيع الشركات الكرواتية على العمل والاستثمار في مصر، في هذا المجال.
وأشار السيسي إلى أنه تم خلال مباحثاته مع الرئيس الكرواتي عرض مجمل جهود الدولة المصرية في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وذلك من خلال إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة، مثل المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وإصدار رخصة الاستثمار الذهبية.
وأوضح أن المباحثات تطرقت كذلك إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر، حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك سواء على صعيد منطقة الشرق الأوسط، لاسيما القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا، كما تم التباحث في عدد من قضايا منطقة شرق وجنوب أوروبا، مع التركيز على الأزمات الدولية الراهنة، وكذا ملف الهجرة غير الشرعية، حيث تم استعراض الجهود المصرية ذات الصلة، مع التنويه إلى أهمية تكثيف التعاون بين مصر ومؤسسات الاتحاد الأوروبي المعنية، لدعم الجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد.
من جهته، أكد الرئيس الكرواتي، سعي بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في مجال السياحة والتعاون العسكري.
وقال خلال المؤتمر، إن السياحة من أهم المجالات التي تسعى بلاده للتعاون مع مصر فيها، لأن كرواتيا قامت بالاستثمار في هذا القطاع وتعتبر نفسها دولة عظيمة بهذا المجال، مؤكدا حرصه على تقديم خبرة بلاده لمصر في مجال السياحة.
وشدد الرئيس الكرواتي، على ضرورة المحافظة على البيئة والنمط الحياتي للسكان من أجل النهوض بالسياحة.
وفيما يخص القطاع العسكري، قال ميلانوفيتش، إن كرواتيا ليست دولة كبيرة ولكن لديها شركات وخبرات جيدة في الصناعة العسكرية التي تتنافس مع الشركات العالمية الأخرى، مشيرا إلى أنه تباحث مع الرئيس السيسي في هذا الأمر وسوف يناقش التعاون العسكري مع الحكومة المصرية أيضا.