هل يمكن لشخص عادي أن يمتلك ثروة ضخمة تجعله يتاجر بكميات كبيرة من الممنوعات أيا كان نوعها، مع إمكانية التعرض لخسارتها وفقدانها فجأة من دون دعم آخرين (أشخاص أو منظمات)؟! الاجابة المنطقية: من المستحيل، وإذا اضفنا الى هذا المستحيل امكانية ان تتبخر هذه الثروة في لحظة ما، الاجابة الأكثر منطقية: من رابع المستحيلات، واذ عدنا الى ضبط وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقيادتها المتميزة والممثلة في العميد محمد قبازرد أكبر مخزن للحبوب المخدرة والذي بلغت المضبوطات فيه 15 مليون حبة و500 كيلو غرام من البودرة المخدرة والتي بالإمكان تحويلها الى 15 مليون حبة اخرى لتصل اجمالي مضبوطات المخزن إلى 30 مليون حبة اي بنسبة ما يزيد على 7 حبات لكل مواطن او مقيم.
المخزن الذي ضبط قبل ايام في منطقة الوفرة او كمية الحبوب التي صنفت بالأضخم في تاريخ الكويت، يقودنا الى الاعتقاد او الجزم بأن من وراء هذه الضبطية وغيرها من الضبطيات التي تقدر قيمتها السوقية بالملايين ليس اشخاصا عاديين وإنما اشخاص لديهم مئات الملايين او جماعات منظمة لديها مخططات تريد تنفيذها وان كلفتها هذه المخططات مئات الملايين، وهذه المخططات الشيطانية تهدف هذه الجماعات منها الاضرار بالثروة الحقيقية للكويت وهي الثروة البشرية.
اذن فإن استهداف الكويت ودول الخليج بهذه الكميات الضخمة ليس وراءه اشخاص وإنما وراءه إما عصابات منظمة تعرف ماذا تفعل او احزاب بعينها ومن الجائز أن تقف وراءها دول.
اذن، ما هو المطلوب؟ المطلوب من وزارة الداخلية الا تكتفي بضبط من يديرون هذه المخازن او من بحوزتهم مخدرات بالملايين وانما البحث بجدية عمن يديرون او يحركون هذه الشرذمة الفاسدة لأن اغلبيتهم مجرد ادوات يتم تحريكهم.
كما نثمن مقترح النواب الخمسة بتغليظ العقوبات الى الاعدام والمؤبد لمهربي المؤثرات العقلية لتكون نفس عقوبة تجار المواد المخدرة لأن الحبوب تحدث نفس تأثير المخدرات وربما توجد حبوب تحدث تأثيرا أكبر من الحشيش والهيروين والشبو والماريغوانا الخ.
الكل يلاحظ الاهتمام الكبير من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد لملف المخدرات وجهوده وأفكاره الطموحة لتطهير الكويت من هذه الآفة المدمرة وتوجهاته نحو الاهتمام بملف علاج المدمنين من قبل مختصين من ذوي الاختصاص في مراكز طبية حديثة. وكان توجيه الشيخ طلال الخالد الشكر لرجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على جهودهم في التصدي بحزم لمروجي المواد المسكرة والمخدرات وتشجيعهم على المثابرة دائما شكرا مستحقا وبجدارة وتشجيعا محفزا لهم.
وقد اصاب النائب الاول كبد الحقيقة حينما اشار إلى أن محاولات إغراق البلاد بهذه الآفة أصبحت أكثر شراسة واحترافية، في مجالي الترويج والتهريب، وضرورة بذل المزيد من الجهود والوقوف بكل قوة لمواجهة هذا الخطر ومحاربة هذه الآفة والقضاء عليها حماية لشباب الوطن من الضياع، وهذا يستلزم العمل نحو ملاحقة من يقفون وراء عمليات التهريب وهذه الضبطيات المليونية، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
[email protected]