[email protected]
تواجه الأمم والشعوب عبر الأزمان العديد من الظروف القاسية والأحوال الطارئة التي تقف حائلا دون سريان وامتداد الخطط التنموية والطارئة خاصة في النوازل والملمات والنكبات، ولا راد لقضاء الله، لكن الناظر في المجتمعات المتقدمة يرى سرعة دوران حركة الإغاثة، كما حدث في اليابان في كارثة فوكوشيما في سنة 2011 حيث كانت الخسائر البشرية 15641 قتيلا و2776 جريحا و16244 مفقودا، لكن ما أعجب العالم هو سرعة عمليات الإنقاذ، ورغم ان فوكوشيما كارثة بكل ما تعنيه الكلمة بسبب تحول الكارثة إلى زلزال وتسونامي فإن عمليات الإنقاذ وبروز الكوادر البشرية لفتت أنظار العالم الى هذا الحدث المؤلم.
مازالت بلداننا العربية والإسلامية بحاجة ماسة الى وحدة إدارية مترابطة بكل طواقمها مهمتها تبدأ مع وجود الكارثة، فالناس تكون بحاجة الى التوجيه المباشر والنصح والإخلاء والخطط البديلة الآنية والمستقبلية.
لقد شاهدنا صورا من داخل سورية في عمليات الإخلاء كارثية بطيئة والآليات المستخدمة قديمة، ويوجه هذه الآليات والسيارات شباب قد لا يملكون الخبرة الكافية بحجم هذه المشكلة، نشاهدهم وهم حائرون ماذا يفعلون؟
آن الأوان ان يكون هناك مركز عربي متكامل للتدخل خلال ساعات، وهذا ما شاهدته من افعال شامخة بطول وحجم الجبال من شعبي المفضال الشعب الكويتي أميرا وولي عهد الأمين ورئيس مجلس وزراء ورئيس مجلس أمة ومن خلفهم الشعب الكويتي الذي بادر من خلال جمعياته الخيرية في انزال اعلانات لجمع التبرعات لصالح الشعبين التركي والسوري على وجه السرعة، وهم والله يتصدرون المشهد العربي والإسلامي وكأنهم هم الوحيدون الذين يبادرون لإنقاذ اخوانهم مما هم فيه من حاجة الى مد يد المساعدة على وجه السرعة وتقديم كل هذه الإغاثة التي رأيناها في الاعلام، وأقصد المساعدات الكويتية الخيرية العاجلة اكانت حكومية أو شعبية، فتحية من القلب للشعب الكويتي الكريم فهو دائما مع اخوانه وكل محتاج والتاريخ يكتب ويشهد للشعب الكويتي بهذه الخصال الأبية.
تؤكد الإحصاءات الرسمية للأمم المتحدة والمنظمات الإسلامية الخيرية الرائدة ان هناك اكثر من 36 دولة فقيرة على مستوى العالم غالبيتها من نصيب عالمنا العربي والإسلامي وأوساط الأقليات المسلمة في العالم، مع الأسف.
ومن أجل هذه الأسباب والمسببات تجد دائما تصدر الكويت في المشهد الخيري والإغاثي والتطوعي خاصة أن الجمعيات الأم في الكويت لها فروعها في هذه الدول.
ومضة:
زلزال تركيا وسورية انموذج لما قد يحصل مستقبلا لأي دولة عربية أو إسلامية وعصرنا عصر العلم والاقتصاد والإنتاج، مما يحتم على هذه الجمعيات الخيرية المباركة «الاستثمار الخيري» في ظل أعمال مؤسسية قادرة على تسخير العلم لتحقيق التنمية وتطوير الإغاثة واتباع نظم ولوائح مؤسسية وترتكز على كوادر خيرية مدربة، كما وجدنا الفرق الكويتية التي تشكلت أو أبدت رغبتها في المشاركة.
إن المشهد الكويتي الإغاثي في قضية زلزال تركيا وسورية يدرس ونفخر به، لأنه نتاج خبرة امتدت عقودا من الزمان في نشر الفكر العربي والإسلامي وتأصيل العمل الخيري، وعلينا الا نتوقف لأن الإسلام يعلمنا التطبيق العملي لمبادئه العظيمة في تحقيق التعايش والتكافل في المجتمعات العربية والإسلامية والإنسانية. علينا ان نبدأ من الآن التفاعل مع قضايا العالم.
آخر الكلام:
إن على الدول العربية والإسلامية ان تفسح المجال وتدعم الخطط التنموية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية في إبراز دورها التنموي من خلال ما تقدمه من مساعدات للمجتمعات في السلم او عند حلول الكوارث والملمات والنوازل وما يتبع هذا من تطورات فإن كنت معتمدا على الله سبحانه ثم على موظفين أكفاء يتمتعون بقدرات ادارية متطورة فستصل الى الهدف الذي تنشده، كما حدث الآن في زلزال تركيا وسورية وبروز الكويت كدولة مانحة وبجدارة!
زبدة الحچي:
آن الأوان لتحريك مشاريع الوقف العربية والإسلامية لمعالجة جوانب النقص في التنمية خاصة أن الوقف يساهم الى حد كبير في تقديم المال للمحتاجين من كل الطبقات ويحرك كل أوجه الخير، وكما حصل عندنا في دولة الكويت فلدينا تجربة رائدة في العمل الوقفي في الامانة العامة للأوقاف.
إن على الكويت التي شهد لها الجميع بالبروز الخيري العربي والإسلامي والعالمي والإنساني ان تواصل دورها الخيري الحكومي والشعبي للمحافظة على ثقة جمهور المواطنين الذين يدعمون العمل الشعبي الخيري، ولهذا أرجو ألا يغيب عنا توجيه التبرعات لصالح التوطين، اما في الكوارث فعلينا ان نساعد الآخرين المحتاجين ضمن الضوابط واللوائح المؤسسية المتعارف عليها، وهذا يتطلب اعلاما خيريا ينقل الرسالة الخيرية ويعمل على التواصل مع جميع القطاعات لصالح عمليات الإغاثة التي تقدم المساعدات باسم الكويت في أماكن النكبات والكوارث والحروب.
ما يقدم من عمل خيري شعبي بإشراف الجهات المسؤولة المعنية والسفارات الكويتية في الخارج أمر يستحق الشكر والتقدير، وعلينا ألا نلتفت الى الأصوات التي تشكك في العمل الخيري أو تحاول إلصاق التهم وهو بريء منها، مما يستوجب علينا بالفعل اختيار كادرنا البشري اشرافا وتدريبا وتوجيها.
العمل الخيري الكويتي بخير مادام هناك توكل على الله، سائلين الله ان يوفق الجميع وأن تكون نتائجه نافعة بإذن الله.
كما رأينا الدور الكويتي الحقيقي الذي يمثل العرب والمسلمين والإنسانية، فشكرا يا بلدي على هذه الفزعة المستحقة، وصلِّ على النبي هذي الكويت وهذا شعبها من غير ضغوط أو أجندات أو توجيه.
باختصار، فإن المشهد بيحكي كويتيتنا، أدامك الله يا كويت العطاء يا بلسم الإنسانية يا كويت السلام.
ورجائي الأخير.. مو كل رابط صحيح تأكد تماما من الجهة اللي بتدفع لها زكاتك او تبرعك، ترى في هكرز يزورون كل شيء، قاتلهم الله، انتبهوا أيها المتبرعون.
..في أمان الله.