قالت الأمم المتحدة إن لجنة 5+5 العسكرية الليبية المؤلفة من عسكريين من الطرفين الرئيسيين للحرب الأهلية أقرت آلية تنسيق لانسحاب القوات الأجنبية بالتنسيق مع السودان والنيجر وتشاد.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي بعد اجتماع للجنة استضافته مصر أن هذه الخطوة الإجرائية ستسمح بالتنسيق المشترك وتبادل البيانات لتسهيل الانسحاب الكامل للمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.
وخاطب باتيلي أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة قائلا إن «عملكم على درجة عالية من الأهمية من أجل تنفيذ خطة العمل الخاصة بانسحاب الأجانب والمرتزقة، ولقد حضرت اجتماعا مثمرا مع سفراء السودان والنيجر وتشاد الأسبوع الماضي حيث أعربوا عن استعدادهم ورغبتهم في دعم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والفاعلين الليبيين لإيجاد حلول دائمة للتحديات المثارة».
وأعرب عن أمله في أن تتمكن هذه الاجتماعات من المضي قدما في تفعيل لجان التواصل حتى يتم التنسيق على أكمل وجه.
من جهته، أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالشأن الليبي «دعم مصر الكامل وكذا المجتمع الدولي لجهود اللجنة العسكرية الرامية إلى إعادة توحيد المؤسسة العسكرية، واستكمال ما بدأته من جهود لوضع خطة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والحركات المعارضة من الأراضي الليبية، وهو الأمر الذي سيسهم في دعم الجهود السياسية وصولا إلى إجراء انتخابات نزيهة وشفافة في ليبيا تنهي الأزمة السياسية»، بحسب وكالة «أنباء الشرق الأوسط».
وأعرب عن أمله في أن تكلل جهود اللجنة خلال الاجتماعات بالتوصل إلى نتائج مثمرة.
ومع ذلك، لاتزال هناك عقبات سياسية كبيرة تحول دون اتخاذ المزيد من الخطوات الملموسة لسحب مئات المقاتلين الأجانب الذين يعتقد أنهم موجودون في ليبيا بعد انضمامهم إلى أطراف مختلفة في الصراع.
وعلى الرغم من تراجع المواجهات المباشرة في ليبيا خلال السنوات الثلاث المنصرمة، فإن المواجهات السياسية من أجل السيطرة على الحكومة والوصول إلى موارد الدولة لاتزال مستمرة ولدى الكثير من الليبيين مخاوف من عودة الصراع للاحتدام.
ووفقا لبنود اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في 2020 التي أدت إلى تشكيل لجنة 5+5، كان من المفترض أن تنسحب جميع القوات الأجنبية في غضون أشهر لكن يعتقد أنه لم يغادر منها سوى عدد قليل جدا حتى الآن.
واعتبر المحلل السياسي د.محمد صادق اسماعيل أن «الدور المصري داعم بقوة للجهود السياسية لحل الأزمة الليبية حيث استضافت القاهرة أكثر من مؤتمر للفرقاء الليبيين لبحث سيناريوهات الحل».
وقال اسماعيل، وهو مدير المركز العربي للدراسات السياسية، لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إنه «خلال الفترة الماضية تم التوافق على 70% من مواد مشروع الوثيقة الدستورية التي دشنت في القاهرة وأتصور أن المشكلة في ليبيا تتمثل في غياب مشروع وطني ليبي شامل يحقق مصلحة الدولة الليبية».
وتابع أن «كل طرف من الأطراف الليبية له مآرب خاصة وهذا ما عطل المسيرة السياسية هناك وأدى إلى غياب رئيس منتخب في ليبيا لمدة 12 عاما على التوالي إلى جانب مسألة الجدلية السياسية فلا توجد دولة في العالم لديها حكومتان تتصارعان على الحكم وكل حكومة تصر على أنها الأجدر بإدارة الدولة».
وأردف «كان هناك مشروع لإخراج المرتزقة من ليبيا في بداية عام 2022 لكن لم يتم تنفيذه، وأعداد المرتزقة حوالي 10 آلاف مقاتل يمثلون قنبلة موقوتة، لأن دعمهم يأتي من الخارج لذلك لابد من إخراجهم من ليبيا وأن يتم السيطرة على كل حدود ليبيا بالتعاون مع الدول المجاورة».
وحذر من أن «استمرار غياب الاستقرار السياسي في ليبيا قد يعقد الأوضاع الأمنية في البلاد».
وتأتي اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» بالقاهرة بعد نحو شهر على إعلان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري الاتفاق خلال اجتماع في القاهرة على «وضع خارطة طريق واضحة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.