الزلزال أو الهزات الأرضية ظاهرة طبيعية، والزلزال هو اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية السريعة لسطح تحدث في وقت لا يتعدى ثواني معدودة تنتج عن حركة الصفائح الصخرية في القشرة الأرضية، ويتبع ذلك بارتدادات تدعى أمواجا زلزالية، وهذا يعود إلى تكسّر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية للأرض نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية.
وتؤدي الزلازل إلى تشقق الأرض ونضوب الينابيع أو ظهور ينابيع جديدة أو حدوث ارتفاعات وانخفاضات في القشرة الأرضية، وأيضا حدوث أمواج عالية تحت سطح البحر كـ«التسونامي» الذي حدث سابقا، وكذلك آثار تخريبية للمباني والمواصلات والمنشآت. وتحدث الزلازل بسبب عوامل عدة أهمها الانفجار البركاني الذي يرافقه زلزال أو بسبب الصدع وانزلاق الصخور عليه والذي يعرف بالزلازل التكتونية.
ويدعي بعض الباحثين أن هناك نشاطات بشرية قد تكون مسببة للزلازل مثل الكميات الكبيرة من المياه المحتجزة في البحيرات خلف السدود، وكذلك بناء المباني ذات الأوزان الفائقة الثقل، وحفر وحقن الآبار بالسوائل وعمليات استخراج الفحم، وعمليات حفر الآبار النفطية.
ولعل أول زلزال في العالم كان في الصين قبل حوالي 1177 قبل الميلاد، وأول زلزال سجل في القرن الماضي وقع في افيتسانو بالقرب من مدينة لاكويلا وسط إيطاليا في 13 يناير عام 1915 وأودى بحياة 30 ألف شخص وإلى تدمير المنطقة الملاصقة له، وكذلك سجلت العديد من الزلازل الضخمة والتي كانت مدمرة ومفجعة، فأقوى زلزال على النطاق العالمي سجل في تشيلي وبلغت قوته 9.5 على مقياس ريختر وأزال عن وجه الأرض قرى بأكملها وقتل الآلاف من البشر وشرد الملايين.
والآن مع الزلزال الذي حدث في تركيا وسورية قبل أيام ما زالت أعداد المتوفين والمصابين تزداد يوما بعد يوم. وتحدث البعض على أن الزلازل عقوبة من الله أو بسبب الذنوب ولكن ذلك يتعارض مع ثابت مهم من ثوابت الإسلام وهو حكم الإسلام بالشهادة لضحايا الزلازل والحوادث البشعة مثل الغرق أو الحرق فإن النبي صلى الله عليه وسلم وسّع دائرة الشهداء ولم يجعلها تقتصر على من يقتل في سبيل الله في المعركة.
إن الزلازل هي آية من آيات الله العظيمة في هذا الكون، وذلك ليتذكر المرء ضعفه وعجزه أمام قدرة الله سبحانه وتعالى وللإكثار من الذكر والتراحم والدعاء، وكذلك ليقوم الجميع بمساعدة المحتاجين المشردين من آثارها.
ولا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد الزلازل، وخاصة أن هناك بعض المباني التي قد تنهار كردة فعل للزلزال، ويجب إخلاؤها لحماية ساكنيها. ومن الآن وصاعدا يجب التنبيه على الجميع بضرورة اتباع الإرشادات الوقائية قبل وأثناء وبعد حدوث أي زلزال وتوعية الأبناء في المدارس على كيفية العمل عند حدوث زلزال والتوعية في وسائل الإعلام للجميع عما يمكن فعله سواء كان الشخص في العمل أو في الشارع أو السيارة أو داخل المنزل حتى لا نخسر الكثير من الأرواح البشرية ولتمر الزلازل بدون خسائر مفجعة.
وأدعو الله بالرحمة لكل من فقد في هذه الزلازل والشفاء لكل المصابين وأن يحفظ الله الجميع من كل شر.