60 عاما فأكثر، يعني الدخول في مرحلة أو فترة الشيخوخة، وهناك عدد كبير ممن بلغوا هذا العمر يتمتعون بصحة جسدية، وعقلية، ونفسية سليمة، نستثنيهم مما سنكتبه في السطور القادمة.
إن كثيرا من المسنين ممن هم في بحر الستين وما فوق يلجون عالما قد يكون مؤلما وكئيبا بفقدهم لذواتهم وضياع هويتهم الاجتماعية الى الأبد، فضلا عن فقد مكانتهم الاجتماعية يقودهم، قسرا، الى حالة من سوء التكيف مع البيئة المادية المحيطة بهم، ومن هنا تأتي أهمية حمايتهم من الضغوط النفسية والتي منها:
٭ الشعور بـ «الدونية» وعدم قبول المجتمع لهم لعدم جدوى تحركاتهم وعطائهم، فضلا عن أنهم اصبحوا غير قادرين على تقديم النفع والفائدة لأسرهم ولمجتمعهم.
٭ يسيطر القلق على المسنين بدرجات كبيرة بسبب المشكلات النفسية، منها: التقاعد، القلق الصحي، الخوف من الموت، الانفصال والإحساس بالوحدة والفراغ، فضلا عن عدم القدرة على مواجهة أحداث مؤلمة مثل: فقد عزيز، تدهور الوضع النفسي والمادي بعد إحالتهم للتقاعد، والإصابة بأمراض جسدية متفرقه مثل:
٭ تعرضهم لسوء المعاملة والتهميش الاجتماعي والإهمال، عدم اكتساب مهارات التعامل مع المسنين، والتعامل معهم بطريقة لا تتوافق وكرامتهم وتاريخ عطائهم، وما قدموه لمجتمعهم وأسرهم من خدمات افنوا أعمارهم على تنفيذها.
ناهيك عن أن هذه الفئة تتعرض إلى الضغط النفسي والاصابتة بالحزن الشديد، عند عدد من الأمور منها:
ـ خسرانهم للأنشطة التي اعتادوا ممارستها.
ـ حدوث تدهور عام بصحتهم الجسمية وتعرضهم لانخفاض الوزن أو زيادته.
ـ صعوبة النوم مما يشكل لهم الارق والملل المزمن، أو الإفراط في النوم لدرجة غير طبيعية تساهم في اتساع الهوة بين الأحباب والخلان.
ـ شعور المسن الدائم بالغضب والانفعال العصبي من دون إيجاد وسيلة لهضم ذلك الشعور السلبي أو التعامل معه بالحسنى.
ـ المعاناة من نوبات البكاء الطويلة دون وجود من يهدئ من روعه وحزنه، أو حتى السؤال عن سبب بكائه.
ـ دائم الإحساس والشعور بالتعب المزمن.
ـ عدم التركيز الفكري، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
ـ قلق دائم وتفكير منصب نحو هجر الأصدقاء الاحبة.
ما سلف ذكره سيؤدي حتما إلى وقوع آثار نفسية عميقة تؤدي بالشعور بالوحدة والإحساس بعدم جدواهم وأهميتهم بالمجتمع مما يعمق الجراح.
وجاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية (عام 2017) حول المسنين والمشكلات التي قد يتعرضون لها:
٭ أن مشاكل الاضطرابات والمشاكل العصبية والنفسية مسؤولة عن 6% من حالات العجز الكلي عند المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما.
٭ أن ثقافة الحياة المعاصرة تفرض على المسنين تحديات جسدية ونفسية لم يتعودوا عليها تجعلهم أكثر عرضة للاغتراب الاجتماعي والنفسي.
٭ يقدر أن 15% من المسنين يعانون من اضطراب نفسي معين، وعليه تزيد الحاجة إلى حمايتهم من أنفسهم ومن وساوس الشيطان.
فيا من بلغت من العمر الستين عاما وأكثر، حبذا لو تبقى تعيش متعلقا بالأمل بحياة أكثر انبساطا وسرورا، وتذكر أن اولى عتبات عالم المسنين وطأتها قدماك، فلا تنسك حلاوتها مرارة وآلام السنين، واذا كان لك من العمر قدرا وبقية فلتكن أيامك أكثر بهجة وتفاؤلا وكن سعيدا مع المحيطين بك من الأهل والأصدقاء.