أنعم الله علينا بالنعم الكثيرة منها نعمة الكلام واللسان، نعمة العقل والتفكير، نعمة التذوق والشم، نعمة المال بكل أنواعه سواء منزل أو سيارة أو متاع متنوع وأهل وذرية، فقد قال سبحانه وتعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) سورة النحل: 18، وقال عز وجل: (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) سورة إبراهيم: 34.
إن الله سخر لنا كل ما يحقق لنا السعادة والأمن والطمأنينة ويجب أن نحافظ على هذه النعم التي أعطانا إياها الله سبحانه وتعالى حتى لا تزول.
ولكن كيف نحافظ على هذه النعم من الزوال؟ فقد أرشدنا ديننا الحنيف إلى الطرق والوسائل التي بها نحفظ النعم علينا بالشكر والاعتراف بالنعم وعدم تسخيرها في غير طاعة الله وترك الذنوب والمعاصي، وقد ذكر سبحانه في ذكره الحكيم: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) سورة إبراهيم: 7.
ومن أهم وسائل الشكر لله سبحانه وتعالى على النعم أن يكون الشكر والحمد لله على نعمه بالعمل والعبادة ونشر الخير بين الناس ومساعدة الآخرين والامتناع عما نهى الله عنه والاستعانة بهذه النعم في طاعة الله، فيكون الشكر على نعمة العينين بقراءة القرآن والتعلم وغض البصر عن المحارم وعن عيوب الناس، والشكر على نعمة القدمين يكون بأداء الصلوات والسعي لعمل الخير ومساعدة الناس وعدم السير فيها إلى أماكن المعاصي والمنكرات التي تغضب الله، ونحافظ على نعمة السمع بالاستماع إلى القرآن الكريم والعلم النافع ونعمة اليدين نحافظ عليها بالتسبيح والكسب الحلال وكتابة العلم النافع وكفها عن أذى الآخرين.
ومن أشكال الشكر الرضا بكل ما يملك الشخص وعدم الاعتراض على الأرزاق والتواضع حال حصول أي نعم وعدم التكبر على الآخرين وحسن التأدب مع الله.
وإن الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده»، ويكون ذلك بأن يهتم العبد بمظهره وحاله وأن يأكل أفضل الطعام ويعيش حياة طيبة وإن توافر لديه علم فيكون شكره بتعليمه للآخرين.
وفي حياتنا اليومية هناك العديد من المواقف التي يجب تعليمها لأبنائنا مثل تعويدهم على عدم رمي الطعام الذي يزيد على الحاجة وكذلك بالنسبة إلى قوارير الماء فعند الانتهاء منها يجب عدم رمي الماء المتبقي فيها والاحتفاظ به لحين الشعور بالعطش مرة أخرى والاهتمام بالدراسة والتعلم وأن تنسب جميع النعم لله وحده وشكره على نعمه في كل وقت بأداء العبادات لله سبحانه.
إن المحافظة على النعم التي رزقنا الله بها من صحة ومال وأهل وذرية وعلم ومسكن وطعام وشراب يكون باستغلالها بما يرضي الله حتى نحافظ عليها ولا تزول وأن نحمد الله ونشكره دائما على هذه النعم.