[email protected]
لا تحبكها.. الدنيا أحيانا تحتاج مرونة
لا تسلطا يا مديري.
لم أتوقع وأنا أكتب بالأمس مقال «سلوك المديرين»!
كل هذه الردود من الأفعال التي ضج بها «واتسابي» و«إيميلي» غير المكالمات، انه واقع مر يعيشه الكثير من (عيالنا الموظفين) الذين رزقهم الله مديرا (سلطاويا ديكتاتوريا) لا يهمه في دنياه إلا مصلحته أو حاملة الأنا المتضخمة التي تمارس الترصد لا التغافل!
يقول أحد المديرين: عندما ترقيت الى منصب المدير التنفيذي كان من ضمن الموظفين عندي شاب مجتهد نشيط ناجح في عمله، كان يؤدي أعماله بهمة ونشاط وسرعة وذكاء، لكنه كان فيه عيب واحد انه (لعوب شوية) يحب الجمبزة والتلاعب إلى حد ما!
كان يغادر عمله أحيانا دون إذن، أذوناته وطلعاته كثيرة، وفي يوم تقدم بطلب إجازة ليسافر مع أصدقائه في رحلة وقد رفضتها، فما كان منه إلا أن طلب إجازة وادعى المرض معتذرا عن عدم الحضور إلى الدوام، وفي الصباح ذهبت الى منزله وانتظرت بسيارتي حتى خرج حاملا عدة الرحلات، فما كان منه إلا أن ارتبك وذاب خجلا وحرجا، لقد أظهرت له أنني لست ممن يمكنهم خداعهم، وأنني لست ساذجا وبرهنت له أنه كاذب!
أيام حتى تقدم هذا الموظف باستقالته وخسرت أنا بعنادي هذا الموظف المنجز، وكان هذا غباء مني، فما الذي استفدته الآن بعد أن خسرته؟!
من ذاك اليوم اكتشفت كيف نخسر في حياتنا الآخرين، فماذا لو تغافلت وفوَّت الأمر أليس أحسن وأفضل؟
التجمل والتغافل أحيانا تحمينا من سلطويتنا وجبروتنا.
الأفضل أن تترك لموظفك أحيانا الفرصة لا تحاصره، كن كريما وتغافل بدلا من أن تحرجه فيعاديك.
٭ ومضة:
التغافل تصرف سلوكي ذكي للمدير الفاهم للحياة، وهو بالفعل مدير ذكي فطن، فالتغافل أحيانا شطارة ومخرج (لا ضرار)، أما الترصد والتحين وتسجيل الأخطاء والمتابعة غير السوية كلها مهلكات إدارية.
٭ آخر الكلام:
كل خطيئة في هذا العالم تتمثل في حب الذات والطاووسية والأنا المتضخمة وحب السيطرة والسطوة والبطش وحب الرياسة.
حب الوظيفة أمر طيب لكن في حدوده وممارساته الإدارية الطبيعية والوظيفية، وتذكر دائما ان الله عز وجل مطّلع عليك وسائلك، فكلنا راع وكل راع مسؤول عن رعيته، فلا تكن ظالما متصيدا!
٭ زبدة الحچي:
وصيتي يا مديري في كل أقسام الوظيفة الحكومية والخاصة أن تراقب نفسك وكن دائما ممن يعترفون بذنبهم وكن من هؤلاء الذين يتوبون ويستغفرون فإن ربنا غفور رحيم.
قارئي العزيز في كل مكان: هنيئا لمن قرأ وفهم وبادر إلى العمل مع الآخرين بنوية طيبة فإن (النية مطية)، وأسأل الله عز وجل أن يمنحنا نعمة التغافل في كل القطاعات إن كنت مديرا أو مراقبا أو حتى مسؤولا عن خادمك في المنزل.. التغافل زين جربوه.
..في أمان الله.