[email protected]
الفداء في الحياة له أكثر من صورة، وأكرم هذا الفداء تضحية الأخ لأخيه بدمه!
كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية قبل أيام ظهرت فيه صور وقصص ناطقة، خاصة ان هذا الزلزال يعتبر واحدا من أكثر الزلازل التي ضربت تركيا وسورية حيث وصلت قوته إلى 7.8 درجات على مقياس ريختر، وفي انفجار يعادل مليون طن من مادة (تي إن تي) الرهيبة!
ومن القصص الملحمية التي تقشعر لها الأبدان وتعجز عن وصفها الكلمات ما دار تحت الأنقاض، خاصة «مقطع» فيديو مؤثرا جدا يوثق لحظة إنقاذ رضيعة سورية تحت الأنقاض وهي تحتضن أختها الكبرى التي فدتها بنفسها، ومن خلال «حركة فداء عجيبة» شبه القوس لتحمي أختها من هلاك محقق!
ومن شاهد الفيديو ينخلع قلبه من مكانه، فالرضيعة تبكي بألم وحرقة وخوف وترقب، بينما أختها الكبرى شكّلت مثل المظلة فوقها لتحميها وتفديها بأجمل معاني الفداء الأخوي.
وهكذا صنعت ابنة مدينة «جنديرس شمال حلب» أنموذجا للفداء الأخوي في لحظات لا يصفها العقل لطفلة لم تتجاوز السنة وهي مستلقية تحت الركام والأنقاض والتراب والغبرة تغطي جسدها المنهك المتعب من هول الزلزال، وهي تتنفس بصعوبة وبها جرح في رأسها وبدت بجانبها «أختها شقيقتها» الفدائية التي ضحت بنفسها لنجاة أختها من خلال قوس النجاة القاتل الذي فدت من خلاله أختها وعاشت رغم مرور أكثر من 5 أيام!
٭ ومضة:
حصيلة الزلزال مازالت في ارتفاع يومي، فلقد تجاوزت الوفيات 26 ألفا، إضافة الى اكثر من 88 ألف جريح!
هذا الزلزال يعادل نحو 500 قنبلة ذرية!
لهذا ندعو على مدار الوقت اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه!
٭ آخر الكلام:
سأتوقف عند خصلة الفداء، متذكرا قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في قصة الفداء العظيم!
وسأتوقف عند هذه الأخت الوفية التي حرصت على فداء نفسها، مُشكِّلة «قوس حماية» لتحمي ولتنجو أختها وترحل هي ضاربة مثلا أعلى في التضحية والفداء.. يا الله.. لا تعبر الكلمات عن حجم تضحية هذه البنت من أجل شقيقتها.. مثواها الجنة إن شاء الله.
٭ زبدة الحچي:
في الفداء قصص حياة واقعية، آخرها هذا الكم القصصي الذي لم (يُحكَ) حتى الآن إضافة الى صورة البطولة والفداء وهي صور المتبرعين والمبادرين من «كويت الكرم والعز والمجد»، وهي تتقدم على كل الجبهات «أميرا وولي عهد ورئيس مجلس وزراء ورئيس مجلس الأمة والشعب المعطاء المتصدر حتى الآن في العطاء والمنح».
يقول الشاعر الكويتي الفذ يعقوب عبدالعزيز الرشيد البداح، رحمه الله:
الله يا أبطال ما أشهى الفدا
للعرب للأوطان يسمو المغنمُ
هذي الجنان تزينت للقائكم
هذا الخلود بمجدكم يتكلمُ
نعم.. خير المطالع مشهد هاتين الفتاتين اللتين تتسابقان نحو المعالي، خاصة الكبرى التي توجت حياتها بفداء أختها لتعيش!
رحم الله الفقيدة «الأخت الكبرى» التي تنحني لها الهام؛ إجلالا ومكرمة.
قصة من العبر.. فهل من مدَّكر؟!
يا ليت جمعية تتبنى بناء مسجد لهذه الفقيدة التي فدت أختها.
منظر الأختين يبكي الحجر.
..في أمان الله.