في يوم 10 فبراير من العام الماضي وافت المنية عالم الفلك الكويتي د.صالح العجيري، رحمه الله، عن عمر ناهز الـ 102 عام.
وكان الراحل د.العجيري أسس علم الاهلة في المنطقة العربية، واستطاع الراحل الكبير، رحمه الله، ايصال المعلومات للمتلقي والمهتم بطريقة بسيطة، وقضى كل حياته واضعا الكويت نصب عينيه دائما.
ود.العجيري كان اشهر عالم فلكي، تعلم الفروسية والرماية ودرس علم الفلك في جامعة الملك فؤاد الاول وحصل من الاتحاد المصري على شهادة في تخصص الفلك، ثم انشأ مركزه الفلكي عام 1973، بعد ان توجه الى الولايات المتحدة الأميركية لشراء القبة الخاصة بالمرصد، ومن بريطانيا اشترى «تلسكوبا» وبعض الاجهزة الفلكية اللازمة للمركز، واشترى مقياسا للضغط الجوي وآخر للمطر، ومقياسا للرطوبة، وجهازا لقياس سرعة الرياح واتجاهها، وافتتح المرصد عام 1986.
وبدأ تقويم العجيري عام 1952 وعمل المرحوم بإذن الله رزنامة، وتم تكريمه على مستوى الخليج ومنح الجائزة التقديرية من الكويت عام 2005 وعضوية شرفية من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، كما منح الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت، وله مؤلفات كثيرة.
كما قدم د.العجيري العديد والكثير من الابحاث العلمية والفلكية، وكان شخصية محبوبة من الجميع، ويتصف بروح الدعابة والضحك، ومازالت مقالات د.صالح العجيري تثري العلماء والباحثين عن العلم الفلكي.
وحقيقة، اننا برحيله فقدنا عالما من علماء الفلك ورمزا من رموزها، فقد انتقلت بجسدك ولكن روحك الطاهرة ومواقفك المشرفة ومركزك وابحاثك وكتبك ستظل بيننا دائما. رحمك الله يا دكتور صالح العجيري، واسكنك الله فسيح جناته، ونسأله تعالى أن يجمعنا معك في جنة الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء. اللهم آمين.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها
لن ننساك يا دكتورنا الغالي ابدا وسنتذكرك كل يوم ونحن نقطع صفحة من رزنامتك الشهيرة.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها، اللهم آمين آمين.
[email protected]