أيام قليلة على مناسبتي «العيد الوطني» و«عيد التحرير»، جعل الله أيام هذا البلد كلها أعيادا وحفظ الكويت وشعبها دائما وأبدا.
وإننا في هذه المناسبات نستذكر العديد من الأمور التي اقترنت بها ويمكننا في هذا المقام إذا ما أردنا الحديث عن عيد التحرير واستذكار واقعة الغزو الصدامي الغاشم الذي تعرض فيه شعب هذا البلد المقاوم الصامد لأقسى أنواع القهر والظلم من جار عربي مسلم لطالما وقف معه في جميع المواقف، هذا الشعب الذي ضرب أروع الأمثلة في الصمود ومقاومة الاحتلال، على الرغم من أنه لم يعتد مثل هذه المواقف منذ فترات طويلة، إلا أنه أبلى فيها البلاء الحسن وأظهر معدن هذا الشعب الطيب الشامخ في رفض جميع أنواع الذل والخضوع للاحتلال والثبات في المواقف والمبادئ الوطنية وفي مواجهة الحياة وجميع مواقفها المتغيرة، مهما كانت صعبة ومهما كانت ظالمة وقاهرة.
لقد أثبت شعبنا بما لايدع مجالا للشك أنه شعب يستحق هذا البلد، وهذا البلد يستحقه. ويجب أن تجدد مناسبتا العيد الوطني وعيد التحرير الآمال وتشحذا الهمم لأفراد الشعب لمواصلة بناء هذا البلد والنهوض به والوصول به إلى بر الأمان، كما يتوجب أن تكون مناسبة لها أبعاد واسعة الآفاق نحو تعزيز كل أواصر الأخوة والتعاون وتعزيز مفاهيم ومبادئ الوطنية لمواجهة مختلف ظروف الحياة المعاصرة والظروف الإقليمية المتغيرة بشكل دائم.
كما أن تجربة الغزو الماضية تفرض علينا وبناء على ما حدث خلالها أن نعزز كل المفاهيم الوطنية التي تحفظ لنا هذا البلد، وفي ظل هاتين المناسبتين العزيزتين يتوجب علينا أن نكون يدا واحدة لمواجهة الحياة بشكل موحد.
وفي نفس الوقت يتوجب على الأجيال القادمة أن تعي تلك التجربة القاسية التي تعرض لها كل من عاصر تلك الفترة بكل مآسيها، وأن يعطيها حقها من التأمل واسترجاع الذاكرة وأن تكون درسا، كما أسلفنا، يحفر في الذاكرة لمواجهة الأيام القادمة وتلك الأيام التي تعج بالكثير من المتغيرات الإقليمية، واضعين على رأس الأولويات التفاف الجميع تحت قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، قيادة واحدة وشعبا واحدا.
ونقول دوما: حفظ الله الكويت وشعبها من جميع نوائب الدهر، تلك الدار التي نسأل الله أن يحفظها طول المدى.
والله الموفق.
[email protected]