روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب، وكان لها حفش في المسجد ـ الحفش: هو البيت الضيق، قالت: فكانت تأتينا نتحدث عندنا، فإذا فرغت من حديثها قالت: ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا أنه من بلدة الكفر نجاني، فلما أكثرت قالت لها عائشة: وما يوم الوشاح؟ قالت: خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من ادم، فسقط منها فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما، فأخذته فاتهموني به أي سرقة الوشاح فعذبوني حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قتلي، وبينما هم حولي وأنا في كربي إذا أقبلت الحديا حتى وازت برؤوسنا ثم ألقته فأخذوه فقلت لهم: هذا الذي اتهمتموني به وأنا فيه بريئة» فلنعلم أطفالنا من هذه القصة، استجابة دعوة المظلوم ولو كان كافرا، لأن المرأة ما أسلمت إلا بعد قدومها إلى المدينة، وليعلموا ان الخروج من البلد الذي يحصل للمرء فيه محنة أو ظلم فلعله يتحول إلى ما هو خير منه، كما وقع لهذه المرأة وكما أخبر الله: (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة).