أثارت الزيارة غير المعلنة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى كييف وتجواله في شوارعها برفقة نظيره الروسي فولوديمير زيلينسكي أمس، امتعاض موسكو حيث دعت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى عدم نسيان «مصير المشاريع الأميركية» السابقة.
ووسط تكتم شديد، سافر الرئيس الأميركي على متن قطار من الحدود الپولندية إلى كييف في رحلة استغرقت قرابة 10 ساعات، بحسب ما كشف مسؤول في البيت الأبيض ووسائل إعلام أميركية.
وأضاف المسؤول ان البيت الأبيض تعمد لأسباب أمنية نشر جدول لأعمال بايدن يظهر تواجده في واشنطن بينما كان في طريقه إلى پولندا، لكنه أكد أن «البيت الأبيض نسق مع روسيا بشأن زيارة بايدن لأوكرانيا».
وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن الولايات المتحدة اتصلت بروسيا قبل وقت قصير من الزيارة لتجنب وقوع حوادث ولتجنب أي سوء تقدير قد يؤدي إلى صراع مباشر بين القوتين النوويتين».
وأشار إلى أن «بايدن أراد توصيل رسالة واضحة من كييف تؤكد الالتزام الأميركي طويل الأمد لدعم أوكرانيا».
وظهر بايدن مع نظيره الأوكراني متجولا في شوارع العاصمة الأوكرانية، حيث تعهد بإرسال أسلحة جديدة وبدعم «لا يتزعزع» لحليفته أوكرانيا، قبل أيام من الذكرى الأولى للغزو الروسي.
وزار بايدن رفقة زيلينسكي - الجدار التذكاري لقتلى الحرب بساحة القديس ميخائيل في كييف، كما ذكر موقع «أكسيوس» أنه اجتمع مع عدد من كبار الوزراء الأوكرانيين.
وانطلقت صفارات الإنذار في أثناء وجود زيلينسكي وبايدن داخل كاتدرائية القديس ميخائيل ذات القبة الذهبية التي تقع بأحد ميادين العاصمة كييف حيث وضعت دبابات روسية محترقة.
ووفق بيان صادر عن البيت الأبيض، قال بايدن: «سأعلن عن إرسال معدات أساسية أخرى، بما في ذلك ذخائر مدفعية وأنظمة مضادة للدروع ورادارات للمراقبة الجوية».
وتحدث خلال مؤتمر صحافي مع زيلينسكي عن مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون دولار، سيتم الإعلان عن تفاصيلها في الأيام المقبلة. وبشأن زيارته للعاصمة الأوكرانية، قال: «اعتقدت أنه من الضروري ألا يكون هناك شك بشأن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا». كما أكد أنه سيتم إعلان عقوبات إضافية على النخب والشركات التي تحاول التهرب من العقوبات وتدعم آلة الحرب الروسية.
وقال: «سنعلن هذا الأسبوع عقوبات على شركات روسية، وسنقدم مليارات للحكومة الأوكرانية لدعم أوضاع مواطنيها».
وأضاف: «عندما غزا بوتين أوكرانيا كان يعتقد أنها ضعيفة وأن الغرب منقسم وأنه يمكن أن يصمد أمامنا، لكنه كان مخطئا.. أنشأنا تحالفا من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي للدفاع عن أوكرانيا بدعم عسكري واقتصادي غير مسبوق».
من جهته، قال الرئيس الأوكراني تعليقا على الزيارة، إنها تكتسب أهمية قصوى، وإنها إشارة قوية على دعم جميع الأوكرانيين. وأضاف: «لن ننسى موقف الرئيس الأميركي والدعم الذي قدمه خلال الحرب، وصولا لهذه الزيارة.. أوكرانيا تجسد مصير النظام العالمي، وعلينا بذل كل ما بوسعنا لينتصر العالم الديموقراطي».
وتابع قائلا: «ناقشنا كثيرا من النقاط، وهذه النقاشات تقربنا من الانتصار، وأتمنى أن يكون عام 2023 هو عام الانتصار».
وفي المقابل، كتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على تطبيق تليغرام: «عندما تنظرون إلى لقطات بايدن مع تابعه زيلينسكي في كييف، لا تنسوا مصير المشاريع الأميركية السابقة». وذكرت زاخاروفا الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، وعلقت بسخرية أنه «يدفع ثمن عدم نسيان الغرب له».
وأضافت زاخاروفا: «مصير ساكاشفيلي، وخوان غوايدو المعارض الفنزويلي، هو ما ينتظر كل من باع حياته للأميركان، تلعنهم شعوبهم، هم مجبرون على الدفع بسخاء للمحامين الأميركيين، من الأموال التي كسبوها في أميركا ثمنا لخيانة بلادهم».
الى ذلك، أعلن رئيس الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا امس أن اليابان ستقدم دعما ماليا جديدا لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليارات دولار.
وقال كيشيدا في كلمة ألقاها خلال ندوة لمؤسسة فكرية في طوكيو انه سيستضيف اجتماعا عبر الإنترنت بين قادة دول مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، تزامنا مع مرور عام على بدء الغزو الروسي.